بقلم : محمد الجوكر
قبل تسليم بلدية دبي استاد آل مكتوم إلى نادي النصر وذلك تمهيداً لتسليمه إلى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، من أجل إقامة مباريات كأس آسيا، ذهبت إلى النادي ظهراً قبل المؤتمر الصحافي، وذلك لارتباطي بعمل في الفترة التي دعت إليها البلدية إلى لقاء إعلامي، ووجدت مجموعة من الإداريين من أبناء النادي يعملون ويتابعون اللحظات الأخيرة.
فأخذت جولة قصيرة لمشاهدة التغيير الجذري الذي طرأ على استاد عميد أنديتنا وتذكرت البدايات عندما كان الملعب رملياً ونستضيف فيه فرقاً أوروبية وبرازيلية وعربية كبرى على الملعب الرملي الذي كان يسمى بالاستاد الكبير، مدرجاته عبارة عن كثبان رملية ولعب عليها مشاهير الكرة العالميون وعلى رأسهم الجوهرة بيليه ونجوم السامبا.
اليوم بفضل من الله ودعم قيادتنا الرشيدة أصبحت منشآتنا ومرافقنا الرياضية، الأفضل على مستوى المنطقة، بل أصبحت تنافس كبرى المنشآت العالمية وهذا إن دل إنما يدل على الاهتمام والحرص من قادتنا حفظهم الله، وأتذكر اليوم، وبعد هذه السنين، مسيرة المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم طيب الله ثراه.
حيث تظل باقية في الأذهان، برغم رحيله عنا، إلا أن بصماته ما زالت باقية وستظل باقية معنا، و بما أننا نوثق مسيرة ستاد النصر، كان لا بد لنا من أن نتوقف عند مآثر المغفور له، ودعمه اللامحدود، في مجال تطوير الرياضة في البلاد، والاهتمام بها.
حيث أحدث ذلك انطلاقة حقيقية وثورة في عالم الرياضة الإماراتية، فقد لعب المغفور له، دوراً مؤثراً، في إثراء الساحة الرياضية، عبر مكرمته السخية، بإقامة أربعة ملاعب نموذجية لأندية دبي «النصر والأهلي والوصل والشباب».
حيث أمر المغفور له، مع مطلع السبعينيات، وتحديداً عام 74، عندما أمر بوضع الملايين من الدراهم، تحت تصرف أبناء الوطن، حيث قُدّرت تكلفة منشآت النادي الواحد آنذاك بـ28 مليون درهم، وشتّان بين هذا الرقم في تلك الفترة، ويومنا الحالي، وما هذه المبادرة والمكرمة الخيرة لراشد العطاء، إلا برهان واضح من اهتمام الفقيد الغالي، بإرساء تقديم العون المادي والمعنوي والأدبي للأندية الرياضية.
فكرة إنشاء أندية رياضية، كانت في فكر راشد رحمه الله، وبالفعل فقد أمر بإنشاء أربعة أندية، برغم أن الفرق آنذاك كانت خمسة (النصر والوصل والأهلي والشباب والنجاح)، فتم تقليص عددها إلى أربعة أندية بعد دمج النجاح مع الأهلي، ومنها كانت نظرة «راشد» لقطاع الشباب هامة، فهو يراهم أنهم الثروة الحقيقية للوطن، وحرصه الشديد لتتوافر لهم كل الاحتياجات.
وها نحن نرى اليوم، أن الأندية حققت نجاحات كبيرة، وأتذكر قبل 40 عاماً، عندما حضر المغفور له الشيخ راشد بن سعيد، حفل افتتاح نادي النصر في 25 مايو من عام 78، في مناسبة تاريخية، لن تنسى وأقيمت مباراة بين فريقي النصر وليفربول الإنجليزي بطل أوروبا، وكانت مناسبة كبيرة للرياضة الإماراتية، واليوم نحتفل بالاستاد الرائع..
والله من وراء القصد.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن البيان