بقلم : محمد الجوكر
رحل عنا عام، وأقبل علينا عام جديد، والرياضة بأبعادها وتطوراتها المختلفة، ما بين الأزمات والإخفاقات، والخلافات، والاستقالات، والانتقادات، التي شهدتها في آخر شهور السنة الماضية، في بعض الهيئات، واليوم نفتح صفحة جديدة، مليئة بالأحداث الجارية، والمقامة حالياً، فضلاً عن تعدد الأنشطة والفعاليات الاقتصادية والرياضية والاجتماعية والفنية، التي تشهدها الدولة هذه الأيام.
ونحن نعيش معها انطلاقة السنة الجديدة، لتعكس أهمية الدور الذي تلعبه الرياضة في تقارب الشعوب، بخلاف التسهيلات والإمكانات المتوفرة في دولتنا، والتي ساعدت على الإقبال الكبير للدول والأفراد، الذين يتوافدون من مختلف بقاع الأرض للمشاركة والمنافسة.
ولعل أبرز تلك الأحداث، استضافتنا لنهائيات كأس آسيا لكرة القدم، التي أصبحت على الأبواب، ولا يفصلنا عنها سوى أربعة أيام، وما يميز هذه البطولة، أنها جديدة في شكلها وتنظيمها، مع مشاركة 24 منتخباً لأول مرة، وقد ساهمت الدولة في تطوير العديد من المرافق، وخصصت مبلغاً يصل قرابة «المليار» درهم، من أجل التجهيز للعرس الآسيوي الكبير.
ولعبت الإمارات دوراً بالغاً في نشر ثقافة المونديال القاري على مستوى العالم، ومن يتابع ما يجري على الساحة، يجد أننا بصدد دورة أولمبية عالمية كبيرة، بسبب كثرة الأحداث الرياضية، لمختلف الألعاب، وفي مختلف مدن الدولة، ويشعر بها الزائر من أول وهلة.
ولا شك، شتان الفارق بين أول مشاركة للمنتخب الوطني قبل 38 عاماً، فاليوم الصورة تغيرت في أمور كثيرة، بعد أن كانت لجنة صغيرة من الدولة المنظمة تشرف على البطولة، أصبح اليوم الوضع مختلفاً تماماً، لأن الاتحاد الآسيوي حدد شروطاً متعددة للتنظيم، ونحن ننفذ ذلك كما هو يريد، وزمان كانت لجنة منظمة عليا واحدة، واليوم لجنتان، الأولى قارية، والثانية محلية.
وأتذكر في سبتمبر عام 1980 بالكويت، كان الشهيد فهد الأحمد، رحمه الله، هو رئيس اللجنة المنظمة، يتحرك من الصباح الباكر حتى آخر الليل، من أجل حضور المناسبات والاستقبالات والزيارات، وكان لا يتوقف لحظة، وفي تلك الفترة، كانت قيادة الاتحاد الدولي للراحل البرازيلي هافيلانج، والراحل الآسيوي داتو حمزة، والاثنان حضرا البطولة الأولى التي جرت بالمنطقة.
وقد لعبت دوراً في تطوير الكرة العربية، من خلال تفوقنا في كأس الأمم، وأتذكر تلك الأيام الجميلة، ونحن ننتقل من مكان لآخر، لنتقصى الأخبار، وبصعوبة بالغة، بينما اليوم، كل شيء اختلف للأحسن في الجانب الإعلامي، ونجحنا وقتها في تقديم صورة جميلة للقارئ، وها نحن اليوم نفتح صفحة جديدة، وعاماً جديداً، ونتذكر بعض الأحداث التي حققتها رياضتنا، من نجاحات نفخر بها، ونأمل المزيد منها في عامنا الحالي.
متمنياً أن يكون عام خير علينا بإذن الله، وأن نبتعد عن التصيد في الماء العكر، والتسلق على أكتاف الآخرين، وألا نخطف المكاسب وننسبها لأنفسنا، وأن تشهد الساحة، حالة من الإصلاحات، وتعدد الأنشطة والفعاليات والمناسبات الرياضية، التي تعكس أهميتها في حياتنا، بعد أن أصبحت الرياضة ذات ثقل، وتحظى باهتمام إعلامي، لسرعة انتشارها لأكبر قدر ممكن من أفراد المجتمع، داعياً الله أن يمنح الجميع الصحة والسعادة، وأختتم وأقول في نهاية عام 2018 «سامحوني لو خطيت».. والله من وراء القصد.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن البيان