بقلم : محمد الجوكر
استقال مروان بن غليطة رئيس اتحاد الكرة، وأصبح حديث الشارع الرياضي، ولن أزيد إلا في كلمة موجزة، هو أني أعتبره رجلاً شجاعاً وأميناً، سعى بكل صدق في خدمة وطنه، فله الشكر على ما قدمه، فمن الضرورة أن نكون صادقين مع أنفسنا، لكي نتدارك عنصر الزمن والوقت، الذي أضعناه خلال المرحلة الماضية، وباختصار نقول: إن دور الهيئات الرياضية إدارياً ضعيف في التجربة السابقة، ولم يكن واضحاً، بسبب عدم وجود أهداف استراتيجية، واليوم، تغير الوضع، وأصبح لدينا مراقبون بالعشرات، بل بالمئات.
فالكل أصبح ناقداً ومحللاً، وبالطبع، هدفهم واضح تجاه هذا القطاع الرياضي المهم، ولكن للأسف، الغالبية تجري وراء مصلحتها الشخصية، بينما المصلحة العامة خارج الإطار، والرياضة الإماراتية، تتأثر نتيجة الخلافات الشخصية، التي ندفع بسببها الثمن غالياً.
والآن، ونحن في أزمة حية مباشرة منقولة على صفحات التواصل الاجتماعي، وقد أخذت المساحة الأكبر، في ظل غياب الدور الحقيقي للتقييم الذي لا بد منه، ويكون على رأس أولوياتنا واهتماماتنا، خاصة من هيئة الرياضة، فلا بد من القائمين عليها التحرك السريع، وأن يدركوا أهمية تلك المؤسسة الرياضية ذات الشعبية الجارفة، وأن يعطوا وقتاً لها، حتى نستطيع أن نبني رياضتنا بوجه عام بالشكل الصحيح، وألا تتأثر أو تتراجع في قراراتها وتوجهاتها المرتبطة بواقع العمل الإداري، في أي اتحاد يعاني خللاً ونقصاً في الفكر الإداري، وهي قضية خطيرة.
إن نجاح أي عمل، متعلق بالنظام، والمدعوم من قبل المؤسسات الرياضية، وعلينا أن نعيد النظر في ما مضى من عهود سابقة، ونترك عشوائية العمل، فأزمتنا في (النفوس) وليست في (النصوص)، ووضع الأشخاص المناسبين في المكان المناسب، لكي تسير رياضتنا من دون عقبات وعراقيل، وأن يكون شعارنا هو العمل والتكاتف بين الجميع، ونؤكد أهمية دور المؤسسة الرياضية، فقوتها ستكون من قوة الرياضة في التعامل مع الأحداث، والقضية اليوم، أكبر من مجرد استقالة بن غليطة،.
ولا أخفيكم، أنه بعد كأس آسيا لكرة القدم الأخيرة، كان هناك تحرك قوي، من البعض، الذين تبنوا فكرة إطاحة مجلس إدارة الاتحاد الحالي، ولكن لم يجدوا التأييد المطلق، لأنه اتحاد جاء عن طريق صناديق الاقتراع، وبالتالي، الحل هو دعوة الجمعية العمومية وهي الجهة المرجعية، وليس من خلال فرد لا يحب «فلان أو علان»، هناك أنظمة ولوائح، إذا طبقت فمن الممكن أن يحدث ما نتطلع إليه، والآن الصورة واضحة، وهناك نظام ولوائح علينا أن نعمل بها، دون آية اجتهادات، فيا أهل القانون «الكرة في ملعبكم».. والله من وراء القصد.