بقلم : محمد الجوكر
زرت أول من أمس، مدينة الشارقة، الإمارة الباسمة، مع عدد من الأصدقاء الرياضيين، وتحديداً المنتمين لمجلس «الشواب»، في منطقة السوق الشعبي، أحد المعالم التاريخية في عاصمة الثقافة والكتاب.
والتي يوجد فيها بشكل شبه يومي، الرعيل الأول من اللاعبين الذين مارسوا كرة القدم بالبلاد، وخرجت بمحصلة من المعلومات التاريخية، التي تهمني وتفيدني كصحافي وباحث في شؤون اللعبة في بلادي، حيث ذكر زميلي الباحث المتخصص د.سلطان بن حرمول الشامسي، أنه في عام 1943، كان يعمل في القاعدة البريطانية بالشارقة، مع عدد من الشباب المواطنين والوافدين.
وبعضهم مارس لعبة كرة القدم مع الفرق الإنجليزية، وكانوا يلعبون يومياً، ومع ممارستهم هوايتهم التي يعشقونها، ترعرع معظم الشباب، الذين برز بعضهم في ما بعد، وتبوءوا مناصب قيادية هامة في دول منطقة الخليج، أمثال المربي والمعلم ومؤسس مدرسة الإصلاح، محمد بن علي المحمود، ومحمد بن جمعة المطوع.
وعبد الله بن سعيد بن حرمول مؤسس المرور، وأول ضابط في بداية الأربعينيات في الكويت، والذي حصل على الجنسية الكويتية، ومات هناك عن عمر يناهز 81 عاماً.
وهناك أيضاً نذكر، عبد الله بن علي المحمود، وكان قاضياً في الدمام بالمملكة العربية السعودية، وسالم البردان الذي عمل في الكويت، وسالم المالك، وعمل أيضاً في بريد الكويت، كمشرف قسم، إلى جانب أعداد أخرى لا نستطيع أن نسردهم عبر هذه السطور، وقد عملوا كذلك في البحرين والكويت والسعودية، ومنهم من عمل في القاعدة البريطانية.
وفي قوة ساحل عمان، وأصبحوا ضباطاً في عهد الإنجليز، والبعض منهم كانوا مهنيين حرفيين، ومعظمهم كانوا يعملون في محطة القاعدة البريطانية، وهذا كان أول فريق رسمي لعب الكرة بالشارقة.
يزور مجلس الشواب بالشارقة، الكثير من لاعبي الخمسينيات والستينيات ومنتصف السبعينيات، مثل أحمد السوقي، ود. حسين المطوع، وجاسم الدوخي، ودعيج الدوخي، وسند الدوخي، وإبراهيم السوقي، وعبد الرحمن شامس، وأحمد الخيال، ويعقوب القصير، وسيف زعل، ودرويش لالك، وياسين ميرزا، وكابتن النادي الأهلي بالشارقة، الدكتور بن حرمول، وفيها ترعرع معظم الشباب، الذين برز بعضهم في مجلات عدة، والمساحة هنا لا تتسع للكتابة عن زمن الحب والوفاء والولاء والإخلاص، من الرعيل الأول، الذي بذل وضحى بالغالي والنفيس، من أجل الكرة الإماراتية.. والله من وراء القصد.