بقلم : محمد الجوكر
إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا «سلطان» لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضى الله، إنا لله وإنا إليه راجعون، ورغم إيماننا بالقضاء والقدر، وأن الموت حق على كل حي، فإن الفراق صعب، ويكون أصعب عندما يكون برحيل الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، رحمه الله، أول من أمس.
فقد كانت صدمة كبيرة انتابتنا، ونحن نتلقى خبر الوفاة، لكننا نؤمن بقدر المولى، ونحن نفتقد رمزاً من رموز الوطن، قدم الكثير لبلده، كان بحق إنساناً ذا قلب كبير، سمعنا عن روايات وقصص إنسانية جسدها الراحل، وكان المغفور له يحب الرياضة والرياضيين، ومهتماً بشكل خاص بالجانب التراثي والثقافة الإماراتية، وله بصمات كثيرة متعددة.
والشيخ سلطان، رحمه الله، كان قد تولى رئاسة التشكيل الرابع لمجلس إدارة اتحاد الكرة من 1976 وحتى عام 1981، ولكن نظراً لأعبائه الكثيرة، ترك الاتحاد، رغم أنه أسس مرحلة بنائه، وبعد أن اطمأن على سير اللعبة نحو الأفضل.
وفي عهد الفقيد الغالي، شهدت الساحة المحلية عدة أحداث مهمة، من أبرزها التعاقد مع الخبير الإنجليزي دون ريفي، المدرب العالمي، صاحب السمعة الكبيرة، لقيادة منتخبنا في دورة كأس الخليج الخامسة لكرة القدم في بغداد عام 79، كما شاركنا لأول مرة في نهائيات كاس أمم آسيا بالكويت، وأذكر أنه رحمه الله، حضر مباراة منتخب الخليج أمام هامبورج الألماني في فبراير عام 80، لإيمانه بالوحدة الخليجية.
وأسهم الفقيد الغالي، بحنكته، في أن تزداد اجتماعات مندوبي اتحادات كرة القدم بدول الخليج، وكذلك النجاح الذي تحقق في الوصول لأول مرة إلى نهائيات كأس آسيا السابعة بالكويت قبل 39 عاماً، والتعادل التاريخي مع الكويت في أول لقاءاتنا، وتشاء الصدف أن يكتب لي مرافقة البعثة كموفد صحفي مرافق.
وكان رحمه الله، يتابع البعثة أولاً بأول، كما شهدت الساحة الكروية في عهده العديد من الأحداث الكبرى، منها استضافتنا تصفيات المجموعة الأولى لكأس آسيا السابعة، على استاد مدينة زايد، وحضر منافساتها، وأيضاً كان الفقيد مهتماً باللاعب المواطن وضرورة تأمين الحياة الاجتماعية له ولأسرته، كما ركز على اللقاءات الأخوية التي تربطنا مع الأشقاء العرب، وأعطاها اهتماماً خاصاً.
ويعتبر أكثر الشخصيات السياسية بالدولة حضوراً لنهائيات كأس صاحب السمو رئيس الدولة لكرة القدم، وكرّم معظم الفرق التي فازت بالكأس الغالية، حرصاً منه على الوجود والالتقاء بالرياضيين، ويستعيد معهم ذكرياته الرياضية، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وعظم الله أجرك يا وطن.. والله من وراء القصد.