بقلم : محمد الجوكر
بعد إعلان تعاقدنا مع المدرب الصربي إيفانوفيتش، لتولي قيادة منتخبنا الوطني الأول خلفاً للمدرب الهولندي مارفيك، أصبح الصربي هو الخامس من بين المدربين في دورة الاتحاد الحالية، وجاء عبر اللجنة الانتقالية، التي تدير شؤون اللعبة، وهناك من يؤيد اختياره، وهناك من يرى أنه ليس المدرب المطلوب، خاصة أنه خاض تجربتين مع النصر، الأولى كانت ناجحة، ووقتها كان مرشحاً لتدريب المنتخب، بينما التجربة الثانية فشل فيها مع«العميد».
وأقول: إن هؤلاء المدربين لا يتركون البلد، لأنها توفر لهم كل ما يريدونه، وهم رهن الإشارة في أي وقت، ولكن هل نجحنا في فرض شروطنا أم «يأكلوننا مادياً»؟ كما جرت العادة، عموماً يجب ألا نستبق الأحداث.
وأرى أن اللجنة الانتقالية، أحسنت التعامل مع الأولويات، وأتصور أن غالبية الأعضاء الحاليين سوف يستمرون بعد مدة الـ90 يوماً، عموماً نتمنى للمدرب الصربي النجاح، واليوم أتذكر بعض المشاهد التي لا تنسى في تاريخنا الرياضي الكروي المفقود، وبما أنني أحمل على عاتقي مهمة التوثيق فأقول: إن أول من درب منتخبنا هو المصري الراحل محمد صديق «شحتة» في أول دورتين لكأس الخليج الثانية بالرياض عام 72، وحصلنا على البرونزية، وفي الثالثة بالكويت عام 74 ولعبنا على مركز الثالث والرابع.
وأتذكر ما قاله لي ناصر لوتاه مؤسس النادي الأهلي بدبي، ومعلومة مهمة تكتب لأول مرة، ونعرف من كان وراء تكليف وترشيح نجم الإسماعيلي المصري لتدريب منتخبنا في بداية التشكيل الأول، حيث كشف «بوعبد الله» الكثير من الأمور الخافية، وتبين مدى متابعة واهتمام المغفور له الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم بالرياضة، وأهمية المنتخب الوطني للدولة.
فقد كلّف بالتعاقد معه لتدريب فريق الوحدة عام 69 في البداية، كونه أنه أول ناد في الدولة، يجلب مدرباً متفرغاً، والذي اندمج مع الشباب القديم، ليصبح الأهلي بعد ذلك، ولم يكن أمامنا حل سوى ترشيح «شحتة» لتدريب المنتخب، بعد أن أمضى ثلاث سنوات مدرباً لفريق الوحدة بدبي.
وهذه القصة، فيها «الحكمة» لعلنا نتعلم من قادتنا، وتبين مدى تعاون الأندية مع المنتخب، إذا كنتم تريدون أن ينجح المدرب الجديد، فلا بد أن تدعمه الأندية، ثم على اللاعبين المختارين ضرورة التركيز وعطاء كل شيء للمنتخب، ونسيان فرقهم خلال فترة وجودهم مع «الأبيض»، فالقضية هنا في اللاعبين وإدارات أنديتهم، فمتى نتغير للأحسن؟!
والله من وراء القصد.