بقلم : محمد الجوكر
ساعات قليلة، وتبدأ صفحات العام الجديد، متمنياً الخير والسعادة لأسرتنا الرياضية والإعلامية، ونرى أن كليهما يكملان بعضهما البعض الآخر، فالإعلام الرياضي بمختلف أشكاله يلعب دوراً مهماً في الحركة الرياضية، خاصة مع انتشار الإعلام الحديث، عبر مواقع التواصل، إذا ما استخدم في مساره الصحيح، بالنقد الهادف البنّاء.
أما إذا سار بمنهج آخر بعيداً عن الصدق والموضوعية، فإنه سوف يخرج عن المسار، ويسبب العقبات والأزمات التي لا أول لها ولا آخر، وقد آن الأوان لتطوير عمل الإعلام الرياضي، من أجل الحفاظ على المكتسبات التي حققناها، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وفي المهمة المناسبة، بعيداً عن المجاملات.
من هذا المنظور، علينا أن نعطي الإعلام الرياضي حقه من الاهتمام، لكي يقوم بواجبه نحو هذا القطاع العريض، ونختار العاملين فيه بدقة، ولا نترك «الحبل على الغارب»، بعد أن عكس التوتر والتعصب في الساحة الرياضية أثرهما على الحالة الإعلامية، ووصل الخلاف إلى الهواء مباشرة، وبات الجميع ينتقد سواه بطريقة غير مقبولة وغير محبذة، وهذه قد تجرنا إلى ما لا يُحمد عقباه، إذ يُفترض أن تهدف البرامج الرياضية إلى التوعية وحماية المجتمع الشبابي، وأهمية تزويد شبابنا بثقافة الخير والتسامح، وهو عمل يجب أن يتطور.
كما أن الدعم الأكبر للرياضة، لا يأتي إلا من خلال الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي، ونحن- ولله الحمد- لدينا هذه النعمة، ومن هنا، نشير إلى أهمية دور الإعلام الرياضي كونه مرتكزاً في غاية الأهمية بالمشاركة في أعمال توعوية ثقافية تربوية قيمة، لا تبث التعصب، بسبب تعدد وسائله المختلفة، وتأثيرها، فيتحمل المسؤولية الأكبر، كونه القادر على نبذ التعصب بالانضباط والنظام داخل المنظومة.
وقد رأينا كثيراً من حالات الضرب تحت الحزام، وتبادل كلمات ليست ككل الكلمات، ما يسبب لنا ولمتلقي الرسالة الإعلامية التشويش، وخصوصاً في الحوارات التي يحدث فيها احتكاك بين الزملاء بصورة مباشرة، ما يسبب إثارة الجمهور وشحنه، أو الشحن الإعلامي، الذي نراه في بعض المواقف والمشاهد، والذي له تأثير في إشعال الفتيل.
على المؤسسة الإعلامية أن تلعب دوراً أكبر في التوعية بمخاطر الكلمة ومساوئها، بإعداد برامج توعية خاصة في نبذ التعصب والعنف في الحوار الصالح المفيد، علينا أن نعترف بأننا نفتقد إلى ثقافة الوقاية والتوعية، وهذه أزمة تحولها البرامج إلى كوارث، لا نريد زلات أخرى، قد تتسبب في تعكير صفو العلاقات بين الأسرة الرياضية، علينا زيادة ثقافة احترام الآخرين.. والله من وراء القصد.