بقلم : محمد الجوكر
تبقى كرة القدم- مهما يختلف أفرادها- هي لعبة التسامح، ويسود عائلتها المحبة، وأنها ستعينهم بأن تجعل «الكرة المدورة» دائماً شعارها السلام.
فالأسرة الكروية ليست مجالاً للتوترات والعداءات، ونشر الغسيل على الهواء، فقد لفتت انتباهي زيارة سريعة لوفد نادي شباب الأهلي، إلى مقر نادي النصر، لتقديم التهنئة ومشاركة العميد فرحته بكأس الخليج العربي، وهو استمرار لما قدمه الفريقان في النهائي.
والذي تميز بالأداء الفني والأخلاقي، وتأكيد أصيل على معنى الرياضة الحقيقية، فالعالم يؤمن بالإصلاح والشفافية، بل يجب أن تكون شعاراً للعبة الشعبية الأولى، طالما أننا جزء مهم في هذه المنظومة.
لذا أصبحنا بأمس الحاجة إلى تكاتفنا، والعض عليها بالنواجذ، فاليوم نواجه خطراً من نوع آخر، خطراً يهددنا، إذا لم نؤمن بهذه المبادئ والثوابت، التي تستدعي أن نضع الأولوية للرياضة، تحت غطاء التنافس الشريف، بغض النظر عن النتائج.
لأن الخلافات تهدد بتفكيك اللحمة الرياضية، إذا أخطأنا في تعاملنا مع الواقع، بطريقة متسرعة، خاصة مع وداع منتخبنا الأولمبي بالأمس التصفيات المؤهلة لأولمبياد طوكيو.
فقد كان يوماً حزيناً للكرة الإماراتية، لأننا كنا نضع عليه آمالاً كبيرة، وتوقعناه ينتزع بطاقة طوكيو، ولكن يبدو أننا تفاءلنا أكثر من اللازم، فالمسؤولية ليست شعارات وكلمات في التجمعات والمعسكرات والمناسبات، المسؤولية الحقة، هي عمل وقول وفعل وعطاء وبذل الغالي والنفيس في سبيله.
والأهم هي الرؤية والفكر الاستراتيجي للمؤسسة الكروية، التي ينظر إليها الجمهور، بأنها «حلمهم،»، صحيح أن «الأولمبي» لم يحقق الآمال، لكن يجب ألا نتركه، فمن المسؤولية أن ننتشله سريعاً، ونحافظ عليه، فالمجموعة جيدة، مع دراسة الأسباب وعلاج الأخطاء الفنية، التي نتج عنها إصابة مرمانا بخماسية أوزبكية.. والله من وراء القصد.