بقلم : محمد الجوكر
احتفال الأشقاء في البحرين باليوم الوطني، هذه المرة غير، يختلف عن كل المرات السابقة، حيث إنه هذا العام متميز، ويأتي مواكباً لاحتفال الأسرة الرياضية عامة في المملكة وأسرة كرة القدم على وجه الخصوص، بالإنجازات اللافتة التي حققها المنتخب الأحمر، على الصعيد الخارجي، بفوزه بلقب بطولة غرب آسيا، ثم التتويج التاريخي وللمرة الأولى بكأس الخليج العربي في «خليجي 24»، وما تحقق للعبة على مدى السنوات الماضية منذ إشهار الاتحاد البحريني، جاء نتاجاً للدعم المستمر والمتواصل من قبل القيادة السياسية للرياضة، بعد جملة من الإنجازات التي حققتها المنتخبات، منها تأهل منتخب الناشئين عام 1989 إلى كأس العالم، بالإضافة إلى وصول المنتخب الأول للملحق النهائي المؤهل لكأس العالم 2006، وتتويج المنتخب الأول بلقب الدورة العربية ولقب دورة الألعاب الخليجية عام 2011، بخلاف المكتسبات المختلفة التي حققتها المملكة، عبر استضافة مختلف الأحداث الدولية والقارية، ومن بينها استضافة كونغرس الاتحادين الآسيوي والدولي، علاوة على استضافة العديد من البطولات.
والأنظار متجهة هذه الأيام إلى المملكة، دار الخير والحب، وليس غريباً على أبناء الإمارات، أن يشاركوا الأشقاء، فرحتهم باليوم الوطني، وبالسلسلة التاريخية للكرة البحرينية، والتي تعود تاريخها إلى عام 1919، وكانت البداية من مدرسة الهداية الخليفية في المحرق، حيث كان الطلاب يمارسون فيها اللعبة، التي كانت غريبة ومجهولة في بقية المنطقة، واستمرت الريادة البحرينية في عالم المستديرة، حيث بات نادي المحرق هو الأول على مستوى الخليج، بعد تأسيسه على يد الشيخ علي بن محمد بن عيسى آل خليفة في عام 1928، وكان يطلق عليه حينها «الفريق الخليفي»، الذي كان يشارك في دوري الشركات الأجنبية، على المستوى المحلي، وطوال أكثر من 50 عاماً ظلت كرة القدم في المملكة، تقتصر على المستوى المحلي، بعد إطلاق مسابقة دوري الدرجة الأولى عام 1957، مع تأسيس الاتحاد الكروي.
ويسعدنا جميعاً، وجود أحد أبناء المملكة، رئيساً لاتحاد أكبر قارات العالم، وهو الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، والذي منذ توليه المهمة القارية، يبذل جهداً طيباً، ويحظى باحترام الجميع، وعلى يده تحققت نجاحات كبيرة، تشهدها الكرة الآسيوية، وكل هذه المعطيات والنجاحات، جعلت البحرين اليوم «غير»، وما يعجبني لدى الأشقاء، أنهم لا ينسون القدامى، وهذه السياسة الجميلة، يتبعها الأحبة منذ زمن، وأصبحت عادة طيبة، في الرياضة البحرينية.. والله من وراء القصد.