محمد الجوكر
ثلاث أزمات تشهدها الساحة الكروية حالياً، الأولى تتمثل في قرار اتحاد الكرة المحلي، إيقاف مشاركة اللاعبين الذين تم قيدهم في سجلات أنديتهم خلال فترة القيد الإضافي التي استمرت 120 دقيقة، بعد انتهاء الموعد المحدد، إلى حين استلام رد الاتحاد الدولي للعبة »فيفا«، للتأكد من قانونية تسجيلهم خلال فترة التمديد من عدمه.
وأثارت تلك الحادثة أزمة قانونية في اتحاد الكرة، أعتقد أن الاتحاد لن يقبل بأن يتعرض أي ناد لأي ظلم، وعلى الصعيد العالمي وأزمات الكبار، فقد وقعت مشادة بين البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لفريق تشيلسي الإنجليزي وأرسين فينجر مدرب أرسنال كانت حديث العالم.
حيث توجه فينجر نحو مورينيو ودفعه في صدره وسرعان ما تدخل الحكم مارتن أتكينسون الذي أنهى الموقف بينهما، ولا أدري حالة الجنون التي أصابت الكرة اليوم وتطل علينا بين الحين والآخر بقضاياها التي جننت العالم، ولماذا كل هذا يحدث؟ يبدو أن زمن الرجال الطيبين قد ولى، وجاء دور الأشرار الذين أساؤوا للعبة الجميلة التي يهواها أكثر من مليار من البشر، ومع ذلك نجد هناك من يسيء لها.
خاصة في هذا الزمن الذي أصبحت فيه المادة هي المسيطرة على كل شيء، لماذا هذه الأزمات التي لا نراها إلا في كرة القدم محلياً وعالمياً وعربياً، وما أذكره هنا عبر هذه العجالة وباختصار شديد حتى نبين واقع اليوم ومدى خلخلة الكرة في عقولنا التي أصابتنا في مقتل، والسبب حب البعض لنفسه، دون سواه فهذه هي الأزمة الحقيقية التي نعاني منها اليوم، فهل نستوعب الدروس ونتعلم من أخطاء الماضي لتفتح لنا آفاق المستقبل أم نظل نكابر ونتحدى ثم نغرق ونهدم كل ما بنيناه، فهذه اللعبة تأخذ العقول والقلوب وأيضاً الأموال ممن يملك ومن لا يملك، المهم لابد من الفوز والفوز والفوز!!
وأما الأزمة الثالثة فهي على الصعيد العربي، ومشاكل الكرة الجزائرية التي لا تنتهي، برغم أن رئيسها الصديق محمد روراوة من القيادات العربية، التي منذ دخولها هذا المعترك، وهو يضرب أروع الأمثلة في التعامل في كل المواقف التي تابعته فيها شخصياً بحكم علاقتنا القديمة معه، أثناء عملنا في لجان الاتحاد العربي لكرة القدم.
حيث قرأت أمس عن قرار لجنة الانضباط برابطة دوري المحترفين الجزائرية لكرة القدم، يمنع الحكم المساعد منير بيطام من ممارسة أي مهام أو أنشطة لها علاقة بكرة القدم، على خلفية إلقاء قميصه ومغادرة الملعب خلال المباراة التي تغلب فيها أهلي برج بوعريريج على ضيفه وداد تلمسان 1/2، في الجولة الرابعة من مسابقة دوري الدرجة الثانية. وأرجعت اللجنة في بيان نشرته رابطة دوري المحترفين قرارها الى ارتكاب بيطام خطأ مهنياً خطيراً فضلاً عن القذف والتشهير بمسؤولين في اتحاد الكرة الجزائري.
وألمح البيان الى عقوبات أخرى محتملة ضد بيطام، على إثر الدعاوى القضائية التي رفعها ضده المسؤولون الذين اتهمهم بالفساد، وظاهرة خلع الفانيلة تذكرني بواقعة شهيرة للنجم الإيراني حسن روشان هداف أهلي دبي في بداية الثمانينات، وبعد مباراة مهمة بالدوري خرج روشان غاضباً وقذف بفانيلة الأهلي، وسرعان ما اتخذت إدارة النادي وقتها قراراً سريعاً وحاسماً بإيقافه عن اللعب برغم نجومية وخطورة روشان، والذي كان يومها يحمل لقب أفضل جناح بالقارة الآسيوية، والقصة الكاملة لهذا اللاعب الفذ عند الزميل محمود الربيعي، الذي تناول هذه القضية مع الأهلاوية حينها، وأعود وأؤكد أن الأخلاق الرياضية مهمة حتى تسير رياضتنا بشكلها الصحيح .. والله من وراء القصد.