*أعلن ريال مدريد الإسباني النادي الملكي، عن تحقيقه عائدات قياسية بلغت 790 مليون دولار (603.9 ملايين يورو) في موسم 2014/2013، الذي توجه بإحراز لقب دوري أبطال أوروبا للمرة العاشرة في تاريخه، وهو يستحق المدح رغم أني أشجع برشلونة ولكن الحق حق.
فقد ارتفعت عائدات العملاق الإسباني الذي خسر برباعية مؤخراً كانت مفاجأة، رغم تقدمه في البداية بهدفين، المهم نعود إلى صلب القضية، فقد أوضح النادي في بيان رسمي أن أرباحه زادت بنسبة 10.9 % عن الموسم السابق، لكن الأرباح الصافية كانت متقاربة إلى حد كبير فوصلت إلى 38.5 مليون يورو، مقابل 36.9 مليون يورو لموسم 2012-2013. كما انخفضت ديون النادي بنسبة 21 % إلى 71.5 مليون يورو.
وبرغم تعزيز ريال مدريد مركزه كأغنى نادٍ في العالم، فإنه كان مضطراً في سوق الانتقالات الصيفية الأخيرة إلى بيع نجمه الأرجنتيني انخل دي ماريا والدولي الإسباني السابق تشابي الونسو مقابل نحو 85 مليون يورو.
وذلك لتغطية قرابة 100 مليون يورو، دفعها لضم لاعبين آخرين مثل الكولومبي خاميس رودريغيز والألماني توني كروس والحارس الكوستاريكي كيلور نافاس، وهذا الخبر نشر أمس في الصحف، وبالطبع قرأه البعض دون أن يتوقف عنده كثيراً ومر مرور الكرام على أنديتنا، وبالطبع ليس هناك وجه للمقارنة.
ولكن هل فكرت أنديتنا سواء المحلية أو العربية بأن تعلن أرباحها المالية وبشكل رسمي وعلني دون أن نخبئ رؤوسنا كما جرت العادة؟، فالرياضة العربية عملها يتم في السر والكتمان، وخاصة في الأندية المهتمة بكرة القدم، والتي لا تعرف شيئاً عن الرياضة إلا الكرة فقط، وياليت يعرفونها جيداً، بل إن بعض مسؤوليها «شطار في المنظرة والفخفخة».
وهذا حال الاحتراف العربي، فهل فكرنا يوماً بأن نكشف الأرقام الحقيقية، وما يصرف على الكرة فقط؟، وذلك من خلال لجنة متخصصة في الجوانب المالية الملمة بالملايين والأرقام الفلكية!!
*وتظل كرة القدم هي اللعبة الأكثر اهتماماً واستحواذاً عن بقية الأنشطة والرياضات المختلفة، حتى ولو خرجت بعض الألعاب لتنافس تلك اللعبة (المجنونة) إلا أنها تبقى قوية بجماهيريتها وشعبيتها، فما تصرفه الدول يفوق العشرات والأضعاف التي تصرف على الرياضات الأخرى، ومن هنا نجد أخبار الكرة مسيطرة على رجال الصحافة والإعلام محلياً وعربياً ودولياً.
نظراً لمكانتها وأهميتها بين شعوب العالم، وما نصرفه نحن في الإمارات يفوق تقريباً المليار درهم على الرغم من عدم وجود إحصائية دقيقة، ولكن التكهنات تشير إلى أن الرقم ربما يقترب إلى ما ذكرناه أو أقل أو أكثر مما نتوقعه.
فالصرف على الكرة يكلف خزائن الأندية وموازنات جهات الدعم المحلية والاتحادية الكثير، من خلال التعاقدات مع اللاعبين الأجانب طوال الموسم، ناهيك عن الامتيازات التي يحصل عليها هؤلاء المحترفون والأجهزة الفنية والطبية والإدارية.
كلها مصاريف باهظة الثمن مع الوضع في الاعتبار المكافآت الشهرية والفورية التي يحصل عليها لاعبو النادي في مختلف المراحل السنية، فأصبحت العملية معقدة وصعبة لأن الصرف يتم بصورة مبالغ فيها، ولهذا نتوقع بأن يزيد الصرف على الرقم الذي ذكرناه سلفاً!
* ونحن لا نريد أن ندخل في قضايا تفصيلية مالية لأننا لن نصل إلى نهاية أو حل، فالموضوع كبير ومهم وبحاجة إلى متخصصين، وقد قرأنا تصريحات لمسؤولين عن الكرة الإماراتية في الآونة الأخيرة عما تصرفه الدولة على كرة القدم فقط، وهي تساوي ميزانيات لبعض الدول المنتمية في عضوية الأمم المتحدة!!.
وهذه حقيقة لست مبالغاً فيها ولا تستغربوا، نحن اليوم في زمن الشفافية المطلوبة، فهل هناك نادٍ شجاع يخرج علينا في مؤتمر صحافي يعلن كل الأرقام التي دخلت خزينته، وعن التي خرجت من صندوقه، لكننا دائماً نعلن ونصيح أن أنديتنا مديونة، وهي النغمة المستمرة، وأقول تعلموا من الأسبان فعند «الملكي» الرقم الصحيح ..
والله من وراء القصد.