محمد الجوكر
تمثل دورات كأس الخليج رحلة عمر بالنسبة لي فقد علمتني الكثير من التجارب وأكسبتني المعارف والأصدقاء، فأصبحت جزءاً مهماً في مسيرتي العملية والإعلامية؛ فهي التي كونت لي شخصية على الصعيد الاعلامي، ولهذا أصبح لها وضعها الخاص في قلبي ولها معي الكثير من المواقف والذكريات الحلوة والمرة، التي علمتني الحب والتضحية والصبر، وفي حياة كل الشعوب على مر الزمان.. نشاطات رياضية تختلف باختلاف العصر والزمان والبشر.. ودولنا وشعوبها مروراً بالظروف والتطورات فلا يعرف بالتحديد متى عرفنا الرياضة، ولكن يقال إننا في مرحلة العشرينيات عرفنا لعبة كرة القدم..
وتأتي البحرين أول دولة خليجية مارست الكرة 1928، وهنا في الامارات أول مرة أيضا أحضرنا الكرة من مدينة بمبي الهندية في نفس الفترة، وبسبب تلك ظروف الحياة المعيشية لشعوبنا قبل ظهور النفط، حيث السفرات البحرية ورحلات الغوص والتجارة لأن شعوبنا قبل اكتشاف النفط كانت تحتم عليهم ظروف المعيشة أن يمارسوا العديد من أنواع الرياضة من أهمها السباحة، بسبب موقع هذه الدول الجغرافي على الخليج العربي الذي ارتبط بحياتهم المعيشية، لا نقول سوى الحمد لله على كل شيء..
واليوم يتجدد الحديث عن عرس الدورات الرياضية كأس الخليج العربي لكرة القدم، التي تعود إلى رياض الخير، فقد وصلت الدعوات الرسمية لقادة الرياضة الاماراتية أمس وتسلموا رسمياً هذه الدعوات من اللجنة المنظمة العليا للدورة، وشكر قادتنا الأشقاء في المملكة على الدعوة الكريمة، فالجميع تمنى أن تنجح الشقيقة الكبرى في تنظيم الحدث الكروي الكبير، فالبطولة ليست بغريبة عنهم، وسبق تنظيمها ثلاث مرات من قبل ونجحت بكل المقاييس، والآن تمر وتعود إلى أرض الذكريات لنا (فوق هام السحب) تحديداً..
حيث كانت المشاركة الخارجية الأولى لمنتخبنا الكروي في دورات كأس الخليج العربي الثانية عام 72، حيث نتطلع للحفاظ على اللقب، ومن يسترجع هذه السنوات سيجد الكثير من الذكريات الجميلة التي يحملها كل خليجي في أعماقه، فهذه تجربة عمر لما تحمله هذه البطولة الغالية علينا من ذكريات جميلة..
والتي علمتنا فنون الإعداد والإدارة والتنظيم والإعلام الرياضي، وبدأت الكرة في الخليج رحلتها في عالم المنافسة الشريفة تبحث لها عن هوية، وعن مكانها اللائق فلم تكن هناك دورة تحظى بسمعة تستحق الالتفاف حولها وما يميزها عن غيرها أنها علاقة حب بين القادة والشعوب، مما أدى لوجود صلة وترابط قوي مما يعزز من مكانتها.. والله من وراء القصد.