في التاسع عشر من سبتمبر الجاري، تستضيف مدينة أنشيون الكورية الجنوبية، دورة الألعاب الآسيوية السابعة عشرة، بمشاركة 45 دولة تتبارى في 51 رياضة، وسيكون لهذا الحدث الكبير اهتمام بالغ في الساحة القارية والدولية، ولا أحد يعلم شيئاً عن فرقنا وكيف استعدت، وما طموحاتنا من خلال هذه المشاركة.
وما الرقم الذي سنرتضيه لأنفسنا من ميداليات وسط الصراع القوي والشرس من الدول المشاركة، ووجودنا في الآسياد يأتي انطلاقاً من حرص اللجنة الأولمبية على تعزيز التواصل الرياضي في القارة الصفراء، وتحقيق الأهداف السامية النبيلة في مثل هذه المشاركات بين شباب ورياضي آسيا.
ولما لها من دور في تكريس لغة التفاهم بين الشعوب وتعزيز السلام العالمي، ومشاركتنا بالتأكيد سيكون هدفها رفعة شأن الرياضة الإماراتية، لما تجده من دعم ورعاية واهتمام من قادتنا، وتعتبر المعيار والمقياس الحقيقي لعمل منتخباتنا طوال الأعوام الأربعة الماضية، استعداداً لهذا المحفل التنافسي الكبير، وعلينا أن نعكس الصورة الحقيقية للرياضة الإماراتية وما وصلت إليه.
ونحرص على الالتزام بروح الأخلاق الرياضية، والتقيد بالأنظمة والقوانين المتبعة في مثل هذه الدورات، وها قد دخلنا مراحل التحضرات النهائية للمشاركة، حيث نشارك في 14 لعبة، وهنا على أيها نراهن في المنافسة؟ علينا تقييم عمل الاتحادات المشاركة، وهل سيكون لها وجود مؤثر؟
*وقد سبق وشاركنا للمرة الأولى في الآسياد عام 78 في بانكوك بأربع ألعاب هي الكرة الطائرة وألعاب القوى والدراجات وكرة الطاولة ولم نحرز أي ميدالية، وفي نيودلهي 82، كانت المشاركة الثانية في ست ألعاب هي كرة اليد وكرة السلة وألعاب القوى والدراجات والسباحة وكرة الطاولة.
وفشلت أيضاً جميعها في إحراز أي ميدالية، وفي مشاركتنا الثالثة عام 86 في سيول، حضرنا في 4 ألعاب هي كرة القدم وألعاب القوى والسباحة وكرة الطاولة، وجاءت النتائج سلبية كما في المرتين الأوليين، ولم نشذ عن القاعدة في دورة 90 في بكين.
حيث خرجت فرقنا خالية الوفاض من الميداليات رغم مشاركتها في 6 ألعاب هي كرة اليد وكرة السلة وألعاب القوى والسباحة والدراجات، وشكلت دورة هيروشيما عام 94 حدثاً كبيراً بالنسبة لنا، حيث تمكنا من الدخول إلى جدول الميداليات للمرة الأولى مع انتزاع فضية وبرونزيتين في لعبة البولينغ وبرونزية في الكاراتيه، وشاركنا في 10 ألعاب في الدورة الثالثة عشرة في بانكوك 98.
وحصدنا ميدالية برونزية يتيمة في البولينغ، وأما في مدينة بوسان الكورية الجنوبية عام 2002، فجاءت حصيلة المشاركة في 10 ألعاب ميداليتين فضيتين وواحدة برونزية، وتعتبر المشاركة الثامنة في الدوحة 2006 هي الأفضل، حيث حققنا 10 ميداليات (3 ذهبيات - 4 فضيات - 3 برونزيات).
ومنها ذهبيتا فرق القدرة والفردي وذهبية وزن 65 كلغ في بناء الأجسام وفضية في الكاراتيه في وزن 65 وفضية الإسكيت في الرماية وفضيتان في فردي خماسي البولينغ والزوجي وبرونزية الفردي، وبرونزية قفز الحواجز.
وشاركنا في 16 لعبة بدورة الصين، وكانت المحصلة النهائية حصولنا على 5 ميداليات متنوعة (نصف العدد الذي حصلنا عليه في آسياد الدوحة) وأحرزتها 4 اتحادات فقط هي الرماية التي حصلت على فضية في رماية الدبل، والفروسية التي نالت فضيتين في منافسات الفرق لقفز الحواجز والفضية الثالثة والثانية لمنتخب قفز الحواجز في مسابقة الفردي، وسجل اتحاد القوى الميدالية الرابعة وهي برونزية سباق 200 متر عدو، وجاءت الميدالية الخامسة لكرة القدم بتوقيع منتخبنا الأولمبي بحصوله على الفضية.
بعدما حل وصيفاً للمنتخب الياباني واحتللنا وقتها المرتبة 30 في قائمة الدول المشاركة، المهم ماذا أعددنا لآسياد أنشيون؟ وما موقف اتحاداتنا من المشاركة والمتوقع منها خلال هذا الحدث القاري الكبير؟ والله من وراء القصد.