محمد الجوكر
تفتتح اليوم دورة الألعاب الآسوية السابعة عشرة بمدينة إنشيون الكورية، وسط تظاهرة كبرى بحضور شباب أكبر قارات العالم، فقد رفع علم الدولة أمس بحضور معالي عبد الرحمن العويس وزير الصحة نائب رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية الأول، وسفير الدولة عبدالله الرميثي وقيادات الاسرة الرياضية وسط أجواء جميلة ورائعة في القرية الاولمبية التحفة.. ومدينة انشيون يقصد بها به حرفيا «نهر الحكمة» وكانت تسمى في عهد الهيمنة اليابانية «جينسن»، فقد وصلت كافة الوفود الرياضية المشاركة حيث اكتملت كل عناصر بعثتنا الرياضية الأولمبية..
حيث كان وفدنا الأولمبي أمس بالقرية، ثم ذهبوا لمتابعة مباراة المنتخب الكوري أمام الاردن، هذه أول زيارة لي لكوريا الجنوبية فقد انبهرت بما رأيته، خاصة فيما يتعلق بالجانب الرياضي، فالعمل يسير بخطوات ثابتة والاستعدادات التي تقوم بها الدولة من أجل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية السابعة عشرة رسميا مساء اليوم، والتي تنطلق فيها الآسياد للمرة الرابعة في هذا البلد الذي يعرف معنى الرياضة بمفهومها الحديث، فمدينة نهر الحكمة جاهزة لاستقبال 45 دولة ويصل عدد الرياضين إلى أكثر من عشرة آلاف يتنافسون في 33 لعبة، في المناسبة الرياضة الأكبر في التجمع الآسيوي الذي يقام كل أربع سنوات وهي دورة الأرقام القياسية.
● وتشاء الظروف أن أزور هذه المدينة أول مرة فالظروف مهيأة، تماما لنجاح ألعاب العمر الكورية، والخروج بالمستوى اللائق الذي يتناسب مع حجم الدعم الحكومي والاهتمام الرسمي من الدولة تجاه الرياضة والرياضيين وبمختلف الأنشطة والفعاليات، فالحدث القاري كبير ويوجد على غير العادة حشد هائل من القيادات السياسية والرياضية لحضور هذا الحفل الآسوي الكبير.
وتعد مدينة إنشيون من أهم موانئ كوريا الجنوبية، تبعد حوالي 50 كم عن العاصمة سيؤول على ضفاف البحر الأصفر، وكان عدد سكان مدينة إنشيون 4.700 شخصا سنة 1883، أما اليوم فعدد سكانها 2.76 ميلون نسمة وتمثل بالتالي ثالث أكبر مدن كوريا الجنوبية من حيث عدد السكان بعد مدينتي سيؤول وبوسان.
رغم أن مدينة إنشيون كانت معمورة بالسكان منذ العصر الحجري، إلا أن نموها تطور بفضل مينائها وهو ما جعلها تساهم في النمو الاقتصادي لكوريا الجنوبية، بفضل انفتاح مينائها على العالم الخارجي. في سنة 2003 تمّ تعيين المدينة كمنطقة اقتصادية حرة لكوريا، ومنذ ذلك التاريخ استثمرت عدة مؤسسات محلية ودولية في هذه المدينة، مثل شركة سامسونج التي اختارت مدينة سونجدو الجديدة وجهة استثمارية لنشاطاتها الصناعية الحيوية بوصفها مدينة دولية، وأصبحت مدينة إنشيون وجهة لعديد المؤتمرات الدولية، وتستثمر الدورة الحالية بأسلوب عال في جذب السياح والآلاف الذين جاؤوا إليها، فالكوريون لهم أهدف أكبر من تنظيم دورة رياضية، فهذه الدولة تؤكد يوماً بعد يوم تفوقها العالمي في كل المجالات، لأنهم يدركون معنى التحدي وإثبات الذات.. والله من وراء القصد.