محمد الجوكر
حكايتنا مع كأس الخليج العربي لكرة القدم بدأت عام 72 بدورة الرياض مع مطلع تأسيس اتحاد الكرة بالدولة حيث لم يكن موجودا قبل تلك الفترة فقد نظمت بطولاتنا الكروية اتحادات محلية على مستوى المناطق ولكن مع قيام الدولة تغير الأمر وأصبح العمل أكثر تنظيما، وفرضنا نفسنا على الخريطة الدولية فبدأت المشاركة الأولى للمنتخب الكروي برغم غيابنا عن الدورة الأولى عام 70 بالمنامة وجددت العلاقة في جميع البطولات التالية وجاءت تلك المشاركة لترسي دعامة من دعائم الدولة الحديثة حيث أخذت القيادة السياسية تحرص على تواجد ابناء الوطن في التظاهرات الرياضية الإقليمية والقارية والدولية.
واعتبارا من اليوم أحاول بقدر الإمكان أن أتذكر بعض المواقف التاريخية والقصص والروايات والحكايات التي صادفتنا في دورات كأس الخليج التي نعتبرها عرسا رياضيا لها وضعها الخاص وللتاريخ أقول كنا نستمتع بأصواتهم خاصة الدروة الثانية حيث عشت الدورة عبر الاذاعة وتعلقت بها بل حفظت اسماء اللاعبين وانا طفل صغير حتى كبرت وكبرت معي الدورة التي اعتبرها الافضل والاكثر جماهيرية فهي بحق عرس خليجي كبير تبدأ هذه المرة في الرياض .
حيث خرجت الفكرة من هنا متمنيا بان تحقق اهدافها المرجوة وتطلعاتنا نحو تحقيق التكامل بين شباب الخليج العربي برغم عدم الاهتمام الاعلامي في صحافة الممكلة لانها انشغلت ادعوها بان تقف خلف الدورة لنجاحها فالاعلام هو المرآة الحقيقية وانني اعلم تمام العلم باهمية دور الاعلام السعودي والذي يتمتع بمكانة وخبرة عالية وربي يوفقهم.
ولقد تطورت الدورة من دورة لاخرى من الناحية الاعلامية وبالاخص الدورة الثالثة في الكويت عام 74 وهذه المرة ايضا ظهر منتخبنا الوطني لكرة القدم أكثر ثقة بالنفس بعد الظهور الاول حيث تابعت المباريات تلفزيونيا لاول مرة عبر تليفزيون دبي من الكويت بالالوان الذي كان يظهر آنذاك عام 74 وفي هذه الدورة ظهر اسم أول معلق إماراتي هو الزميل عبد الرحمن حوكل بجانب المرحوم فاروق راشد. .
وهنا نبين ايضا معلومة بان في الدورة الثانية كان يرافق المنتخب الاداري والمعلق والاعلامي مراد رفعت من مكتب رئيس اتحاد الكرة آنذاك لكنه لم يعلق على المباريات والتي اقتصرت على ملعقي السعودية والكويت فقط وفي هذه الدورة (الثالثة بالكويت) بالتحديد شهدت تعلقي بالصحافة الكويتية الأكثر اننتشارا وتوزيعا وبدأت أتعرف على اسماء كبيرة في مجال الصحافة الرياضية من الزملاء العرب الذين جاؤوا وعاشوا وساهموا في تطور العمل الصحفي ونظرا لكثرتهم يصعب علي أن أذكرهم ولكن للأمانة نقول بانهم لعبوا دورا في تفوق الصحافة الكويتية الرياضية واليوم تتفوق صحافتنا على زميلاتها وشكلت فرق عمل من اجل التغطية المميزة .
كما عودتنا في كل البطولات السابقة وافضال الدورة علينا كثيرة لا تحصى ولا تعد ولاحظوا معي كيف ساهمت دورات الخليج بتطور منشآتنا الرياضية اليوم والبركة في أم الدورات ومن رياض الخير سنتواصل وندعم ونساند المنتخب الوطني من اجل الحفاظ على لقبه فقد لفتت انتباهي الحملة التي يقوم بها المعنيون بالأمر سواء في الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة واتحاد الكرة والتجاوب الذي وجدته الحملة من اجل الابيض الاماراتي نأمل لها النجاح فلقد حضر الامين العام للهيئة عبد الملك وبمعاونية شخصيا المؤتمر الصحفي الاخير ليبين مدى حرص الجميع بجمهورنا وان نرى الجمهور الاماراتي عاملا اساسيا لنجاح الدورة فالجمهور هو ملح الدورات وخاصة كأس الخليج .. والله وراء القصد.