محمد الجوكر
كأس الخليج العربي لكرة القدم في نسخته 22 بالرياض، هي الحدث الأبرز والأكبر في المنطقة حالياً، ويوماً بعد يوم تشهد أجواء البطولة إثارة بالغة، وكان أحد فصول الإثارة وبطل يوم أول من أمس، المنتخب اليمني الذي خطف الأضواء حتى من الفوز العريض للأخضر السعودي صاحب الضيافة بثلاثية نظيفة على حساب البحرين.
فقد أثبت الأشقاء اليمنيون أنفسهم، وتصدروا المشهد في البطولة الخليجية، بعد أن قدموا لوحة فنية بطولية في لقائهم مع المنتخب القطري، الذي انتهى بالتعادل السلبي، ليؤكدوا أن ما قدموه من أداء راق في الجولة الأولى أمام البحرين التي انتهت سلبية أيضاً.
لم يكن وليد الصدفة، بل إنهم تفوقوا على أنفسهم في مباراتين متتاليتين، نتيجة عطاء وإخلاص اللاعبين، الذين لم يرهبوا الموقف وهم يواجهون «هوامير» المجموعة الأولى، وقدموا درساً كروياً في التحدي والتضحية، ومن خلفهم جماهير أضفت الكثير من الإثارة والنجاح للبطولة، فلهم التحية والثناء على ما قدموه في لقائي البحرين وقطر.
ــ إن الكرة لا تعرف الأسماء، وتعطي من يعطيها ويخلص لها، وهذا في رأي مؤشر إيجابي للنجاح الفني لخليجي 22 في العاصمة السعودية، وهنا نشير إلى دور جمهور اليمن الوفي والمخلص الذي وقف بكل ما أوتي من قوة يدعم ويحفز لاعبيه، فكان المشهد مؤثراً للغاية ومفرحاً، بعد أن هجر الجمهور السعودي البطولة في الجولة الافتتاحية، على غير المتوقع.
وهنا أطرح فكرة للرؤساء وقادة الكرة الخليجية خلال اجتماعهم اليوم، بأن يسهموا في دعم اللعبة في البلد الشقيق لكي توحدهم الكرة، في ظل ما يعانيه اليمن من حروب أهلية ودمار، فالرياضة جمعتهم، وعلينا واجب أن نقف إلى جانبهم نساندهم وهذه مسؤوليتنا جميعاً، نقدم كل التحية للفريق اليمني لتجاوزه أزمة قوية كادت تهدد مصير مشاركته بسبب الظروف التي تمر بها بلاده، ولكن بالحكمة انتهت على خير، وقدمت اليمن وجهها الحضاري في التعامل مع الحدث، وكانت من أكثر الاتحادات حرصاً على المشاركة.
بل إنها ربحت وكسبت تعاطف الجميع، ومن منطلق أنها تشارك للاحتكاك والاستفادة من خبرات خليجية كبرى، تصرف المئات من الملايين على الإعداد، بينما الإخوة في اليمن يعانون الأمرين في سبيل التحضير والمشاركة مع الأشقاء في العرس الخليجي.
ــ وعندما وافق رؤساء الاتحادات الخليجية لكرة القدم أن تنظم اليمن خليجي 20، كان قراراً صائباً، داعياً بأن ينظر الأشقاء بعين الاعتبار إلى أهمية الرياضة في حياة الشعب اليمني، والدورة الخليجية هي جزء من تاريخنا وتراثنا الرياضي، ولها وضع خاص، كونها «أم كل الدورات»، واليمنيون لعبوا كرة القدم منذ زمن طويل.
ولهم قصص كثيرة وكفاح وتاريخ في اللعبة، وحان الوقت لإعادة أمجاد الماضي، ونحمد الله أن قادة الرياضة في الخليج وصلوا إلى قناعة تامة بأنه لا بد أن تحصل اليمن على فرصتها، طالما دخلت منظومة الكرة الخليجية، واليوم، أسعدنا صغار اليمن الهواة وهم يقارعون الكبار في بطولة كبيرة.. يا يمن ما أحلى أداءك.. والله من وراء القصد.