أحمد الحوري
شكراً من القلب يا فرسان آسيا، شكراً من القلب، وما قصرتم، كنتم خير سفير للكرة الإماراتية في المحفل الآسيوي، كنتم عند حسن ظن الجميع، قاتلتم حتى الرمق الأخير، أحرجتم أصحاب الأرض حتى الصافرة الأخيرة، هددتم المرمى الصيني وأنتم أصحاب القلة العددية..
ولكن الحماس في الملعب عوض هذا النقص، وشعرنا أن الأهلي كامل العدد. معظم الكرات التي وصلت الصندوق جعلت سكولاري وملايين الصينيين يضعون أيديهم على قلوبهم، وكادت انفرادة ليما أن تصيبهم بسكتة قلبية، وتصبينا بنوبة من الفرح العارم، لو كتب لها معانقة شباك مرمى غوانزهو..
ولكن شاء العلي القدير أن تنتهي المباراة لصالح الفريق المضيف الذي توج باللقب القاري للمرة الثانية في آخر ثلاث سنوات، ويكسب الأهلي تعاطف الملايين في القارة الصفراء، بعد المستوى الذي قدمه في ملحمة نسخة 2014 – 2015 من دوري ابطال اسيا.
ارفعوا رؤوسكم عالياً، فأنتم أبطال الغرب الآسيوي، أنتم أبطال نصف القارة، ما قدمتموه في هذا الاستحقاق «بياض وجه»، ولم يسعنا بعد ما شاهدناه إلا أن أرفع لكم «العقال» احتراماً وتقديراً، أنا على يقين أنكم كنتم تريدون اللقب ولا شيء غيره، مثلنا تماماً، ولكن في النهاية لا بد أن يكون هناك فائز في هذه المباريات، وانحازت النتيجة لأصحاب الأرض بهدف وحيد لا يسجله إلا هداف من نوعية البرازيلي الكيسون، كلفكم وكلفنا لقباً طال انتظاره.
كنتم وكنا نطمح لأن تكون العودة من هذه الرحلة الطويلة مكللة بالكأس لأنكم في أنظارنا أكثر من يقدر على تحقيق الآمال في فترة التألق الحالية، كنا على ثقة أن قائمة الفرسان هي على قدر ثقة جماهير الإمارات، وهذا ما كان بالفعل. شاهدنا فريقاً قادراً على التحدي، هدد مرمى الخصم ولم يكن ذلك الضيف الضعيف..
كما اعتاد فريق غوانزهو أن يتعامل مع ضيوفه. سكولاري الواثق بفريقه لم يكن كذلك في مباراة أمس، كان مدركاً أنه أمام منافس محترم، وليس كما توقع. الروماني كوزمين أربك حسابات نظيره البرازيلي، وبادر بالهجوم بعكس ما كان يتوقعه الغالبية، خاصة في الشوط الأول، فكان نداً عنيداً بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
خسرنا مباراة ولكننا بلا شك كسبنا احترام القارة، كسبنا فريقاً يعطي الأمل لبقية فرقنا للمضي قدماً في الاستحقاق الآسيوي، بقلب جامد، أعطانا ثقة بأنه بالإمكان أفضل مما كان في المشاركات القادمة، وأن التتويج العيناوي عام 2003 لن يكون آخر عهدنا بالتتويجات الآسيوية.
مرة أخرى شكراً، وما قصرتم، كنتم «بياض وجه»..
صافرة أخيرة..
للأهلاوي سالمين خميس.. لا يختلف اثنان على أنك أصبحت واحداً من أفضل المدافعين في الدولة، وكانت لك بصمات كثيرة، وفي مباريات عديدة ساهمت في انتصارات حاسمة للفرسان، ولكي تصل إلى مصاف النجومية، فقط اهدأ وارجع لشريط المباراة وشاهد ما تلا قرار الطرد.. وستستفيد كثيراً.