أحمد الحوري
لمن لا يعرف سهيل، نقول إنه سهيل سالم سهيل، أحد نجوم كرة القدم الإماراتية الاوائل، الذين ظلموا لأنهم ظهروا في الفترة التي لا يوجد فيها إعلام، يمجدهم و«يبروزهم» ويحولهم، كما يحدث الآن، من أنصاف نجوم إلى نجوم عالميين لا يشق لهم غبار، نجومنا القدامى قدموا تابلوهات فنية على الترتان في زمن كانت الهواية عنوانه، لم يدركوا عصر الاحتراف ولم تلهث خلفهم الكاميرات ولم تمتلئ أرصدتهم في البنوك بالدولار واليورو، أعطوا للكرة كل ما يملكونه من جهد وعرق وتعب ووقت، وفي المقابل نالوا الاحترام والتقدير والكلمة الطيبة وغاب المال.
بالأمس فقط أدركت أن النجم الاماراتي يمر بظروف صحية صعبة، في أغلى ما يملكه وهو عيناه، إذ تحتاج إحدى عينيه إلى جراحة سريعة لإزالة المياه البيضاء وزرع عدسة، فيما تحتاج عينه الثانية إلى متابعة لعملية جراحية أجريت فيها خلال أغسطس الماضي، وكان مفترضاً أن يعود إلى المستشفى الذي أجرى فيه الجراحة للمتابعة والاطمئنان في فبراير الماضي لولا حدوث بعض الأمور الخارجة عن الإرادة والتي أعاقت استمرار مسيرة علاج «جوهرتي» النجم المخضرم.
من وجهة نظري المتواضعة، أعتقد أن مجلس إدارة اتحاد الكرة ومجلس إدارة النادي الاهلي لا بد ان يتدخلا لحل مشكلة اللاعب كونهما الاقرب الى اللاعب بصفتها الاعتبارية، فهو شارك في اول منتخب مثل الدولة في دورة الخليج الثانية بالمملكة العربية السعودية، وصاحب الهدف التاريخي الذي وضع منتخبنا في المركز الثالث، وكان نجما من العيار الثقيل في قائمة الاهلي وله بصمات كبيرة لا يمكن ان تمحى مع القميص الاهلاوي، بل حتى اهدافه تركت بصمة في مرمى فرق خارجية كبيرة آنذاك وفي مقدمتها ساو باولو البرازيلي، في ايام عصره الذهبي، نجم صال وجال واقل ما يمكن ان يقدم له علاج عينيه اللتين تعتبران اغلى من ملايين الدنيا.
دولة الامارات العربية المتحدة، التي عرفت بتقديم مبادرات الخير في مختلف دول العالم، لم ولن تبخل على ابنائها، خاصة وأن قرارات سابقة كانت مغلفة بنواح إنسانية ولحظات صعبة تم إصدارها من أجل مساعدة كل من خدم الكرة والرياضة الإماراتية، وشخصياً أتوقع أن تكون ردة الفعل إيجابية، فنحن في بلاد زايد الخير التي لا تبخل على من يطأ أرضها ويتنسم هواءها ويعيش في أمنها، فما بالنا بابن قدم لها الكثير، في وقت كان لا يبحث فيه عن مردود مالي ومادي.
الدكتور حمدون شقيق سهيل قالها بصراحة: «لا نبحث عن المال، بل نبحث عمن يعيد الامل لعيني شقيقي ويعيد النور الذي بدأ يتلاشى رويدا رويدا»، ونحن نقول ان الانتظار لن يدوم طويلا، وسنرى أيدي الخير ستمتد سريعا لايقاف معاناة سهيل.