أحمد الحوري
نعلم تماماً أن هناك بعض الأندية، بل وحتى المنتخبات، تلعب فوق الطاولة وتحت الطاولة، من أجل كسب نقطة هنا وثلاث نقاط هناك، تعادل يؤجل خسارة، وفوز يجلب لقباً، وتختلف الطرق والأساليب من بلد إلى آخر، ومن ثقافة إلى ثقافة أخرى، هناك أساليب معروفة ومعتادة في مثل هذه الظروف، وهناك طرق مبتكرة غير اعتيادية.
فريق غوانزهو الصيني الذي توج بطلاً لدوري أبطال آسيا، فاجأنا رغم كل ما يمتلكه من مقومات الفرق الكبيرة، باتباعه أساليب رخيصة لتشتيت تركيز فريق الأهلي قبل مباراة التتويج..
ويبدو أن نتيجة مباراة الذهاب التعادلية التي أقيمت في دبي، أخرجت الصينيين من رصانتهم المعهودة، والمعروف بها شعوب شرق آسيا، وحاولوا قدر الإمكان التضييق على البعثة الأهلاوية، لاعبين وإداريين وجماهير، واختلقوا الأعذار الواهية من أجل إدخال البعثة ومسؤوليها في مواجهات خارج المستطيل الأخضر.
التصريحات التي أدلى بها أحمد خليفة حماد المدير التنفيذي للنادي الأهلي، وفند فيها هذه الأساليب الغريبة والعجيبة، سبق أن كشفتها لنا، إدارة الأهلي في الجلسة التي جمعت عبدالله النابودة رئيس مجلس إدارة النادي، بالمسؤولين الإعلاميين في الدولة، قبل مغادرة بعثة الفريق إلى الصين، وطالب حينها بعدم النشر للمحافظة على تركيز اللاعبين..
وكذلك تأمين سلامة الجماهير المتوقع حضورها المباراة في غوانزهو، وعدم استفزاز الجماهير الصينية ومسؤولي النادي الصيني قبل المباراة، وبالفعل التزمنا بهذا الطلب، كوننا ندرك أن الأهلي لا يمثل نفسه، بل يمثل وطناً بأكمله، والجميع مطالب بالوقوف معه في هذه المهمة المصيرية.
واليوم وبما أن السامر الآسيوي انفض، بات لزاماً علينا كشف هذه المسرحيات الهزلية التي قام بها الجانب الصيني، والتي للأسف كان الاتحاد القاري حاضراً للكثير من فصولها، ولكنه لم يتمكن من إيقاف هذه المهازل، رغم إدراكه ويقينه التام بالموقف السليم للجانب الأهلاوي، بات لزاماً على الاتحاد القاري التدخل بقوة لكبح جماح هذه التدخلات التي تهدم الشعارات الرياضية..
والهدف الحقيقي من رياضة شعبية ككرة القدم، تحدثنا وكتبنا وعلقنا سابقاً على ما تتعرض له فرقنا الخليجية في إيران، وبالأدلة المرئية والمسموعة والمقروءة، ولكن غض الاتحاد الآسيوي الطرف ولم يحرك ساكناً، الأمر الذي جعل فرقاً أخرى ودولاً أخرى تتبع أساليب غير رياضية تماماً بغية تحقيق الانتصارات الوهمية.
على الاتحاد الآسيوي التدخل حتى لا تخرج الرياضة في القارة عن إطارها المحدد والمعروف، فالسكوت هنا قد يكلف الكثير في المستقبل، فلا يمكن لأي اتحاد أو ناد أن يضبط كل جماهيره، فتوقع ردات الفعل أمر مطلوب، ولكن من الصعب التوقع لماهية ردة الفعل تلك..
صافرة أخيرة..
عندما قلت بالأمس إن الفرسان في نظرنا هم الأبطال، لم أبالغ، ولم أجامل، فما تعرض له الأهلي في هذا الموسم الآسيوي من شأنه أن يحبط معنويات ويوقف طموحات أي ناد مهما كان كبيراً، ومع هذا واصل الفرسان مسيرتهم الناجحة حتى الفصل الأخير.. في انتظار المقبل الأجمل.