أحمد الحوري
من المفيد أن تختلط بزملاء من المهنة نفسها لتأخذ منهم ويأخذوا منك، وتكتسب الجديد من الخبرات في مشوار العمل، فالإنسان مهما بلغ من العمر ومهما كانت خبرته المهنية، عليه أن يتعلم ويسعى للتعلم، ودورة الخليج لكرة القدم من المناسبات التي يمكن للمرء أن ينال فيها قسطاً وافراً من الاحتكاك مع الغير، كونها تحظى بحضور إعلامي يفوق التجمعات الرياضية الأخرى، ففي خليجي 22 مثلاً هناك أكثر من 2000 إعلامي من صحف وقنوات تلفزيونية مختلفة، تمثل الدول المشاركة إضافة إلى إعلاميين من خارج المنطقة توافدوا ليكون لهم قدم سبق في هذه البطولة.
الأرقام لا تكذب فالتصاريح الصادرة للصحافيين وصلت إلى 486 وللمصورين 469 تصريحاً، فيما حضر البطولة 90 رئيس تحرير و101 مذيع و80 منتجاً تلفزيونياً، و140 مراسلاً ميدانياً و465 فنياً و45 مدير إنتاج و40 محللاً تلفزيونياً و20 معلقاً و61 مخرجاً تلفزيونياً هذا بخلاف 325 طلباً تم رفضها لأسباب متفاوتة.
من هذه الأرقام نجد أن كأس الخليج ستبقى هي البطولة الأكبر تأثيراً وتأثراً على الإعلام وبالإعلام، فهي الحدث المنتظر في المنطقة مهما كثر الكلام عن انعدام الفائدة المرجوة منها، أو كما يصفها البعض بأنها بطولة لفظها التاريخ، ولكن على أرض الواقع تتحول إلى بطولة عالم وليست حدثاً يشارك فيه ثمانية منتخبات.
والحديث عن الإعلام في خليجي 22 لا يتوقف فهنا تجتمع أطيافاً عدة، منهم المخضرمون الذين عاصروا دورات الخليج منذ بداياتها، وهناك الذي يخوض تجربته الأولى، هناك من أتى بحثاً عن فرصة يقتنصها لتحقيق كسب إعلامي وسبق صحافي، وآخرون أتوا للتسويق لأنفسهم في مجالات إعلامية جديدة، تجد في كواليس البطولة الخليجية المتعصب لرأيه ولناديه، حتى لو على حساب منتخب بلاده، تجد أيضاً من يتصيد الأخطاء ليرسم عليها خطه البياني المتصاعد في أروقة الحدث، وفي النهاية تجد مئات الصحف متوزعة في المركز الإعلامي وفي مقرات إقامة الوفود المشاركة، وعلى القارئ أن يختار الخط الذي يعجبه ويرتاح له.
صافرة أخيرة..
اليوم الاختبار الحقيقي لأبيضنا أمام العراق، فعليه أن يثبت أنه ذلك المنتخب الذي أتحفنا في خليجي 21، اللاعبون مطالبون بإخراج كل ما لديهم حتى يتحقق المطلوب، وهو التأهل إلى المربع الذهبي والحفاظ على لقبه الذي لن ترضى الجماهير الإماراتية بالتنازل عنه بسهولة.