أحمد الحوري
قد يقول قائل: طالما أن رياضة الإمارات تعاني كما ذكرتم كل هذه المعاناة، حسب التحقيق الذي أعده الزميل علي شدهان وينشر على عدة حلقات في الملحق الرياضي، وتشتكي من كل هذه النواقص، وأبرزها الدعم المادي، والمنشآت الخاصة بالاتحادات الوطنية، والكوادر المواطنة في الإدارة والتدريب، كيف إذن تحققت كل هذه الإنجازات التي نسمع عنها بصورة شبه يومية؟ وتهلل لها وتتغنى بها كل الملاحق والبرامج الرياضية.
والسؤال هنا في محله، ويقع في خانة المتناقضات، التي لا يخلو منها موقع، بل الحياة برمتها تتخللها الكثير من المتناقضات. على العموم نعود للتحقيق وهذا التساؤل المهم، ونبدأ بالإنجازات التي تحققت منذ نشأة دولة الإمارات العربية المتحدة وحتى الآن، ففي الغالب الأعم كانت الإنجازات في رياضات فردية، وفي اتحادات تحظى بدعم خاص بعيداً عن الدعم الحكومي السنوي، وباجتهادات فردية، أكثر منها منظمة ومخطط لها على أمد طويل.
فمثلاً إنجازات المعاقين، وهي الأكثر في سجل الدولة على المحافل الإقليمية والقارية والدولية، تحققت بفضل وجود أندية محلية اهتمت بهذه الفئة من الرياضيين، وفي الجوجيتسو كلنا يعلم أنه ما كان لكل إنجازات هذه اللعبة أن تحقق، في هذه الفترة الوجيزة، لولا المتابعة والدعم الكبير من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وكذلك الحال في الفروسية والرماية، كل إنجازات هاتين الرياضتين أتت بفضل الدعم الخاص والاهتمام منقطع النظير من أصحاب السمو الشيوخ، ومشاركاتهم الفردية.
أما التحقيق فهو يسلط الضوء على الألعاب الجماعية الأخرى التي تأن دائماً تحت وطأة العوز المادي، لاسيما في السنوات العشر الأخيرة، وعدم وجود البنية التحتية مثل الملاعب والصالات التي تتدرب عليها المنتخبات، كالسلة واليد والطائرة، وسوف يتفاجأ بل ويصدم من يقرأ حلقة اليوم من التحقيق، عندما يضع المقارنة بين ميزانية الرياضة التونسية وبين رياضة الإمارات، وكذلك بين المنشآت الرسمية التي تقع تحت مسؤولية أعلى هيئة رياضية هنا وهناك، ونرى كيف تتعامل المؤسسة الرسمية هناك مع الاتحادات الوطنية، ناهيك عن الكادر الوطني الذي وصل في تونس إلى 100%، مقارنة صادمة بالفعل، تتطلب وقفة حقيقية، وتدخلاً من أعلى المستويات حتى تكون إنجازاتنا في كل الألعاب، وضمن روزنامة ضمن خطط واضحة المعالم.