أحمد الحوري
لأنه عميد الأندية الإماراتية، يكون للنصر طابع آخر، ويكون للتتويج طعم مختلف، وتكون للفرحة صورة خاصة. عندما يتوج النصر بلقب محلي أو خارجي نرى الابتسامة لا تفارق محيا محبيه وعشاقه، ويكون أكبر الفرحين سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية، الأب الروحي للقلعة الزرقاء، الذي دائماً ما يكون السباق إلى الاحتفاء بأصحاب الإنجازات النصراوية، وتقدير المتميزين منهم.
وكما كانت فرحة الأسرة النصراوية كبيرة، وفي مقدمتهم «بوراشد» وهو يرى أبناء ناديه العميد يتوجون بالألقاب، ليس من باب الفرحة بالانتصار فقط، بل لأن عودة النصر إلى منصة التتويجات تعني الكثير لكرة الإمارات، وتجدد من روح المنافسة في الوسط الكروي المحلي، وتستدعي ذاكرة الزمن الجميل عندما كان النصر منافساً مع الأهلي والعين والوصل في فترات سابقة، وكان نجوم النصر يأخذون حيزاً كبيراً من الاهتمام الجماهيري ومن قائمة المنتخب الوطني، في ذلك الوقت كان بوشنين وعوض مبارك وعبدالكريم خماس وجميل ورجب، ثم جاء بعدهم خالد إسماعيل وعبدالرحمن محمد وكوجاك، وغيرهم من الأسماء اللامعة التي لا تمحوها الأيام من تاريخنا الكروي، والآن جاء الدور على أسماء جديدة تمني جماهير العميد النفس بأن تأخذ دورها في قائمة التألق والتأريخ.
ولأن سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم من القيادات التي تسعى دائماً إلى التميز ولا يتوقف طموحه عند حد، كان صريحاً وواضحاً مع إدارة النادي واللاعبين بأن الفرحة بهذا اللقب لابد أن تكون حافزاً لتحقيق انتصارات قادمة، وخاصة التتويج بلقب إحدى البطولات المحلية الكبرى، ومن ثم التطلع إلى مشاركة خارجية إيجابية تعكس التطور الحاصل في أداء ونتائج الفريق، وهنا تكمن القيادة الحكيمة التي لا يمكن أن تخدعها نتيجة فوز أو تتويج، فمثلما يقول المثل: الوصول إلى القمة صعب، ولكن الأصعب هو الحفاظ على هذه القمة.. هنا التحدي الحقيقي.
وإذا ما استطاعت إدارة النصر ولاعبيه المضي على نهج «بوراشد»، فالقادم أحلى، والبطولات الكبرى قادمة لا محالة.