أحمد الحوري
فور توارد الأنباء من زيوريخ السويسرية عن عملية إلقاء القبض على عدد ليس بالقليل من المتنفذين والنافذين في الاتحاد الدولي لكرة القدم، في عملية هزت العالم الكروي، لا أعلم لماذا كان رد فعلي الأول أنها فرصة تاريخية لقارة آسيا وتحديداً العرب منهم لحفظ ماء الوجه..
ولا أعلم لماذا أول صورة كانت أمامي هي صورة الأمير علي بن الحسين الذي دخل بشجاعة نادرة يحسد عليها مغامر الانتخابات، برغم أنها مغامرة محفوفة بالمخاطر، يعلم بخطورتها هو اكثر من غيره، جاءت صورة هذا النشمي الذي لا يمثل نفسه ولا يمثل الأردن فقط، بل يمثل كل عربي وكل آسيوي، بل كل من يسعى لإيقاف مهازل إمبراطورية بلاتر، وفضائح الفساد التي أزكمت الأنوف.
آسيا وعربها يجب أن يحمدوا الله على أن الفرصة جاءتهم على طبق من ذهب، بعد أن كانوا خلال السنوات الماضية يجرون عن طريق بعض الشخصيات على اتباع ماشية بلاتر، وإلا فالويل والعقاب سيحل عليهم، وأكبر مثال على ذلك تحول حلم العرب عن طريق القطري محمد بن همام إلى كابوس مؤلم، انتهت فيه كل الفرص المتاحة أمامهم لبلوغ أعلى المقاصد، ما يذكرني كثيراً بأساليب شخصية «فرانك أندروود» بطل المسلسل الأميركي الشهير «بيت من أوراق» الذي كان يتلاعب ويبتز جميع من يقف أمامه.
الفرصة هنا لا أعني بها تحديداً فوز الأمير علي بن الحسين برئاسة جمهورية الكرة العالمية، وهذا ما أتمناه من كل قلبي بالطبع، ولكن الفرصة الحقيقية هي أن تحرر القارة الآسيوية وعربها من قبضة بلاتر، ويصوتوا لابن الضاد وابن جلدتهم وابن قارتهم، ولن يجدوا أفضل من هذه الفرصة، أولاً لتأكيد أنهم لن يقفوا في وجه شقيقيهم..
وثانياً لكي يؤكدوا بصريح العبارة رفضهم الفساد المستشري في جسد الفيفا منذ سنوات طويلة، قد يقول قائل إن بلاتر حتى الآن بريء، وهنا أقول: هذا الكلام صحيح حتى هذه اللحظة، ولكن الرئيس الذي لا يعلم بأقرب المقربين له، وما يفعلونه في «فيفا» أكثر من عقدين من الزمن، فهذا لا يستحق البقاء على كرسي الرئاسة.
يجب جميعاً أن نفتخر بالنشمي علي بن حسين، فهو حتى قبل انكشاف هذه الفضيحة الجديدة، سعى لمحاربة الفساد والطمع، ويقف في صف أولئك الذين يرفضون تحول عالم كرة القدم من المتعة والجمال، إلى تجارة سوداء، وعصابات مافيا، تستفيد من وراء اللعبة العالمية.
صافرة أخيرة
الشباب أكد علو كعب الأندية الإماراتية وسيطرتها على ألقاب الأندية الخليجية، بعد فوزه على السيب العماني، وتتويجه باللقب الخليجي للمرة الثالثة، فكل التهاني للجوارح إدارة وجماهير، والتهنئة موصولة أيضاً للفرسان الذين تأهلوا إلى ربع نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الزعيم.. المهم الفوز إماراتي..