أحمد الحوري
فزنا، صح، وعدنا من ماليزيا بثلاث نقاط، ساهمت في بقائنا خلف المتصدر السعودي بثلاث نقاط، صح، ولكن الصحيح أيضاً أن الفوز بهذا المستوى يخيف، ويجعلنا نعيد الحسابات إذا ما أردنا فعلاً تخطي البحر الآسيوي الصغير، فقط لاحظوا نحن نتحدث منذ ست جولات عن قضايا ومشكلات، ونحن مازلنا في البحر الصغير، نعاني كثيراً ونحن نواجه ماليزيا، نعمل مئة حساب لتيمور الشرقية، وألف حساب للمنتخب الفلسطيني، ونطلب اللطف أمام السعودية، هذا ونحن هنا في أول المشوار ويا خوفي من آخر المشوار.
إذا كانت هذه حالنا ونحن أمام هذه المنتخبات التي، مع احترامي لها، تعد من فرق القاع الآسيوي، كيف سنكون ونحن نواجه عمالقة القارة الصفراء، هذا إذا وفقنا الله، وكتب لنا النجاة والنجاح، وتخطينا هذا الدور التمهيدي، ودخلنا غياهب المحيط الكبير، كيف سنواجه اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وإيران وقطر أول المتأهلين رسمياً الى الدور الحاسم؟! منتخبات سنسافر لها ساعات طويلة وسيكون الفارق الزمني كبيرا، كيف سيكون وضعنا حينها والظروف هي نفس الظروف التي نشتكي منها حالياً؟
سيقول قائل واجهنا كل هذه المنتخبات من قبل، وفي الاستحقاق الآسيوي الأخير جئنا ثالثاً على القارة، أقول هذا كلام في محله ولا غبار عليه، ولكن ما قبل كأس آسيا أستراليا 2015 ليس هو ما بعده، كلنا كنا نراهن على ان الأبيض سيكون من ضمن فرق المربع الذهبي في البطولة تلك، لأنه الأجدر والأقوى والأكثر تنظيماً واستقراراً ومهارة، فعلاً لا قولاً، فلذلك جاءت النتائج مصداقاً للتوقعات، أما في هذه التصفيات فكل من تابع مباريات الأبيض يجد أنه بعيد تماماً عن نصف مستواه، ووضح ذلك أمام المنافس الحقيقي الأخضر السعودي.
لا أتحدث هنا عن أساليب خططية أو أمور فنية بعينها، ولكن أبحث عن الروح الغائبة، التي افتقدناها بحق في الأبيض الحالي، وأتمنى أن نستغل فرصة التوقف قبل خوض غمار الجولة المقبلة، لاستعادة هذه الروح، روح خليجي 21 و22 وآسيا 2015.
علينا السعي جميعاً لإخراج المنتخب من حالة السبات الفني التي يمر بها أغلب لاعبينا، فترة التوقف لا بد أن نستثمرها الاستثمار المثالي، فالمنتخب الفلسطيني ونظيره السعودي يعلم الجميع أنهما في درجة مختلفة تماماً عن تيمور الشرقية وماليزيا، وأية هفوة أمام هذين المنتخبين تعني بالبنط العريض خروجنا من التصفيات من دورها التمهيدي، وهذا أمر لا يليق بمنجزات الأبيض في الفترة الماضية، وما قدمه من حضور آسيوي جعله في مقدمة المنتخبات الكبيرة.
صافرة أخيرة..
نحن مع الأبيض أمس واليوم وغداً، وإلى آخر المدى، هذا أمر لا مزايدة عليه، وجميعاً نبحث عن الأبيض الذي نعرفه، ولكن كل بطريقته.