أحمد الحوري
الإعلام السعودي بكل أصنافه، يختلف عن أقرانه في دول الخليج العربي، فالإعلاميون في المملكة العربية السعودية لا يعجبهم العجب، ولهم طرقهم الخاصة في استغلال سلطة الإعلام للوصول إلى المتلقي، سواء كان قارئاً أو مستمعاً أو مشاهداً، طرحهم القوي.
والذي يتخطى في بعض الأحيان الخطوط الحمر، دائماً ما يثير الجدل في أي قضية يتناولونها، فعندما كنا في أروقة بطولة الخليج الثانية والعشرين لكرة القدم، تعرفنا عن قرب إلى كيفية مناقشتهم للقضايا الشائكة، قد نختلف وقد نتفق على هذه الأساليب، ولكن تبقى لهم خصوصية يتفردون بها عن غيرهم، لن أسميه «إعلام أندية»، كما يحب البعض أن يطلق عليه، بل هي حالة خاصة بكل معنى الكلمة.
ما دفعني لهذه المقدمة، ما يدور حالياً في الشارع الرياضي السعودي فيما يتعلق بالمدرب القادم للأخضر، فما يفصلنا عن انطلاقة بطولة كأس آسيا مجرد أيام معدودة، ومع هذا لم يصل الاتحاد السعودي لكرة القدم إلى أمر قاطع بخصوص من سيقود دفة الجهاز الفني لأحد أهم أبطال القارة الصفراء.
رغم إعلان الانتقال المؤقت لكوزمين من دبي إلى أستراليا، بعد الاستغناء عن خدمات لوبيز، إثر خسارته لنهائي خليجي 22، فمن البوسني «خليلوزيتش» الذي كانت البوصلة تشير إليه ليكون رجل المرحلة، إلى الروماني «كوزمين» مدرب الأهلي وصاحب التجربة السعودية سابقاً مع الهلال، والذي انتقل بعقد إعارة ربما يتحول إلى عقد طويل الأمد.
الإعلام السعودي تعامل مع هذه القضية بالطريقة المثيرة التي يفضلها الزملاء الصحافيون والمذيعون هناك، فالبعض عارض عودة كوزمين بصورة مطلقة، مذكراً بما فعله في النهائي الشهير وخروجه «مطروداً» من المملكة، مشيرين إلى أن القرارات التأديبية لا تتجزأ، ولا يمكن التعامل معها في مكان والتغاضي عنها في مكان آخر.
وهناك إعلاميون آخرون ربطوا، وكالعادة، القرار بمزاج وتوجه ناد بعينه، وليس لأنه هم وطني يستحق من الجميع الوقوف معه، وهنا يعود الحديث عن إعلام الأندية، وأهواء الإعلاميين، والبعض أيضاً ربط بين القرار وبين ضعف اتحاد الكرة السعودي ورئيسه المحترم أحمد عيد.
وأن قرار الاستعانة بكوزمين جاء من «فوق»، لقناعة صاحب الفكرة بالرجل، وليس لقناعات فنية تهم المنتخب السعودي، رغم أن الاتحاد ورئيسه يفضل خليلوزيتش كما يشاع.
الأقطاب الكبيرة في الرياضة السعودية كان لها حضورها ورأيها، وخاضت في هذا الموضوع بشكل مباشر، ومنهم الأمير فيصل بن تركي رئيس نادي النصر السعودي، والذي أكد من خلال تغريدات على حسابه الرسمي، معارضته للاستعانة بخدمات كوزمين، مذكراً بضرورة احترام الرموز التي كانت سبباً في خروجه من المملكة.
إذاً، كوزمين ذاهب لتدريب المنتخب السعودي، هذه ليست النهاية، بل هي بداية عاصفة إعلامية سعودية قادمة وبقوة.