أحمد الحوري
قلبت كثيراً في مخزون كلماتي حتى أجد الجديد من العبارات والجمل، التي يمكن لي أن أسطرها في هذه الزاوية، من باب شحذ الهمم ودعم الفارس الأهلاوي لمواجهة اليوم التاريخية أمام ضيفه الزعيم السعودي، في إياب الدور نصف النهائي لمسابقة دوري أبطال آسيا، ففي هذه المواقف تحدثنا كثيراً وكتبنا كثيراً، فالنسبة للأهلي بالذات، وضعته الظروف في السباق الآسيوي بعدة محطات مشابهة، فمنذ الدور الأول التمهيدي وهو من تحد الى آخر، وفي الأدوار الإقصائية أيضاً كان على قدر التحدي واجتاز العقبة تلو الأخرى حتى وصل إلى العقبة السعودية، التي في حال اجتيازها، بإذن الله تعالى، سيكون على موعد تاريخي مع النهائي الحلم مع بطل الشرق.
وجدت بعد بحث أن الكلمات مهما كانت منمقة، ومهما حوت من معان مؤثرة، ومهما كان وقعها على القارئ والمنقول إليه، لن تكون ذات شأن إذا لم يكن اللاعبون في المستطيل الأخضر، على جاهزية كاملة ومعرفة حقيقية بأهمية المباراة التي يخوضونها، فالظروف وضعت الفرسان في أفضل سيناريو، حيث سيلعب اليوم مباراة الإياب الحاسمة على ملعبه وبين جماهيره، وهي ميزة بكل المقاييس، يجب استثمارها على أكمل وجه، الإدارة الأهلاوية من جانبها لم تقصر وهيأت كافة السبل والجوانب المحيطة خارج المستطيل، وبقي الدور الأهم على اللاعبين، ومن خلفهم جماهير الإمارات المطالبة بالاحتشاد في استاد راشد، والتفاعل المستمر مع ممثل الوطن طوال دقائق المباراة للوصول إلى النهاية السعيدة.
يجب الإدراك أن موقعة اليوم تاريخية بكل المقاييس، إذا ما أردنا الاقتراب من تحقيق حلم التتويج الآسيوي، بعد طول انتظار دام لأكثر من اثني عشر عاماً، التتويج الثاني لأنديتنا الإماراتية بات على الأبواب، وتحقيق هذا المطلب ليس بالآمال والأحلام، بل يجب أن يبذل له الغالي والنفيس، فمنذ التتويج الأول على يد الزعيم العيناوي عام 2003، باءت كل المحاولات بالفشل، الى أن نهض فرسان فزاع، وتخطوا العقبات والموانع، حتى باتوا على بعد خطوتين فقط من العودة إلى منصة التتويج في البطولة الأكبر والأغلى في القارة الصفراء.
صافرة أخيرة..
لن نعيد ما قلناه في هذه الزاوية مراراً وتكراراً، ولكن لا بأس من التذكير بأن قمة الأشياء تبدأ بحلم، وهناك الكثيرون من الحالمين، ولكن ليس جميعهم من يحقق الحلم، وهنا تكمن القدرة على التحدي والوصول إلى المبتغى، وفرسان الإمارات على قدر الطموحات حتى يتحول الحلم إلى واقع وحقيقة، وفالنا الكأس.