أحمد الحوري
لماذا انزلقنا هذا المنزلق الخطير؟ لماذا اصبحت الكلمات لاتكفي للتعبير عما في دواخلنا لنلجأ الى قبضة اليد؟ لماذا وصلنا الى الحد الذي اصبح فيه السباب والشتائم، والتي كانت بمثابة العيب في عاداتنا واعرافنا، غير كاف لفض الحوار، لنفضه بلكمات تنهال على اخلاقنا، وتسقطها في الحضيض، قبل ان تستقبلها وجوهنا..؟
كنا نسمع ونشاهد في بعض البرامج الحوارية، وخاصة السياسية منها، بعض السقطات الاخلاقية، في القول والفعل، التي تظل راسخة في الذاكرة، ويتردد صداها في اصقاع العالم، ويتناقلها القاصي والداني، لاسيما مع وجود المواقع الالكترونية العديدة في الشبكة العنكبوتية، وقد يجد البعض تبريرات، من هنا وهناك.
لهذا التردي في الحوار، منها ان المتحاورين في الغالب الاعم، بينهم ما صنع الحداد، بل اكثر من ذلك، قد يكون بينهم ثارات السنين من دم وقتل، وتشريد وهدم، فتجمعهم طاولة اشبه بالبركان، وكراس اشبه بقاذفات اللهب، وكل هذا مفهوم.
كنت اتمنى ان تستمر مقولة حوار الطرشان، هي اكبر ما يمكن ان نصف به حوارا بين طرفين كل منهما متمسك برأيه، ولكن ان يتحول حوار في شأن رياضي الى معركة بالايدي والالسن، فهذا ما لم اتوقعه، وما لم ارد أن نصل اليه سواء هنا او في اي مكان آخر، ألهذه الدرجة بتنا نترصد لبعضنا البعض، ولم نعد نقبل من بعضنا البعض اية اختلافات في الآراء فباتت العضلات هي التي تفرض الرأي، دون النظر الى الصواب او الخطأ، وانتهى اي ود يجمعنا طالما انني انا وانت اختلفنا في القضية اصلا.
لست هنا لاقف في صف هذا، او ضد ذاك، فجميعنا ندرك انه مهما كان الحوار ساخنا او حتى وصل الى درجة الغليان، فلن نجد تبريرا لمن يركن الى القوة لايصال كلماته، حتى لو كان هو صاحب الحق، انا هنا في اطار التنبيه الى ان ما حدث، فاق التوقعات واوصلنا الى مرحلة جديدة، تجعلنا نراجع انفسنا قبل ان نراجع اطروحاتنا، ونراجع مفاهيمنا قبل ان نراجع برامجنا، فاذا كانت ما تسمى بالنخبة وصل بها المطاف الى هذا المستوى، فما بالنا ببعض الجماهير التي يطغى عليها التعصب الاعمى، وكيف سيكون ردها اذا جمعها الاختلاف؟
صافرة أخيرة..
القضية الملغومة إياها حتى قبل ان يتم النظر فيها، أقالت مسؤولين وعينت آخرين والشائعات لاتتوقف، فما هو الجديد؟