أحمد الحوري
يبدو أن اتحاد كرة القدم اكتفى بكم المشاكل التي يعانيها في الفترة الماضية، وما يعانيه للأسف يعود إلى أخطاء من داخل البيت، لذا كان القرار الأخير لا يقبل القسمة على اثنين ولا يحتمل تفسيرات وتأويلات، وأعني أن تسجيل اللاعبين الخمسة مثار الجدل في الأيام الماضية سيتم بفترة القيد الشتوي، ولا مجال للاستثناءات ولا مجال للتدخلات، وإن الأمر حُسم بقرار محلي مثلما أراد الاتحاد الدولي، وجاء هذا القرار حتى لا يفتح الباب أمام اجتهادات قد تكون أفدح من خطأ التمديد، فكل المراسلات القادمة من »فيفا« أكدت أن مد فترة القيد لساعتين كان خطأ إدارياً فادحاً لم يسبق أن وقع فيه اتحاد كروي محلي، لذا كان لزاماً على مجلس إدارة اتحاد الكرة خطأ لجنته واتخاذ القرار الصعب الأخير، وهو يُدرك تماماً ردة الفعل لدى الأندية المتضررة وأعني الوصل وبني ياس والفجيرة والشعب.
القرار اتُخذ ولا عودة للوراء، وليست هناك نية لتعويض الأندية، وهو أمر بلاشك زاد من حدة الغضب لدى الأندية صاحبة القضية، وأثار حفيظتها، وهو ما دفع نادي الوصل إلى رفع وتيرة الاحتجاج والمطالبة بسحب الثقة من مجلس إدارة اتحاد الكرة، بحسب مصدر مسؤول في النادي، قد يصف البعض توجه نادي الوصل بأنه حق مشروع، لتعويض الخسارة المادية والمعنوية عن عدم قيد اسم اللاعب »هوغو« ضمن صفوف الفهود، لكن هناك رأي آخر يقول متى كانت إدارات الأندية تحسب حساب الأموال المهدرة، وهي تُهدر مئات الملايين في تعاقدات مع لاعبين أغلبها فاشلة ولا تقدم الإضافة للفريق، وجلب مدربين يُكلّفون خزائن هذه الأندية الملايين من العملة الصعبة، ومع هذا لا يمكثون في مستطيل التدريب سوى أيام قليلة معدودة أحياناً كثيرة، فلن يضيرها دفع رواتب لاعب أو لاعبين لمدة شهرين أو ثلاثة.
ما تقدم ليس دفاعاً عن اتحاد الكرة، ولكن ما حدث في الأيام القليلة الماضية وأيضاً بعض الأخطاء السابقة، توجب أمامهما اتخاذ قرارات حازمة وهذا ما حدث، فلا يمكن الاستمرار في الخطأ، ولا تصحيح الخطأ بخطأ أكبر، فقرار ترحيل تسجيل اللاعبين الخمسة إلى فترة الميركاتو الشتوي دون أي تقديم لموعده، هو القرار السليم الذي أقفل الباب أمام أية تطورات مستقبلية، سيكون خلالها الاتحاد أضعف مما هو عليه حالياً، فـ»الفيفا« كان واضحاً في ردوده لاسيما تذكيره الدائم بضرورة تنفيذ بنود ولوائح المواعيد، وتحقيق المساواة بين كل الأندية.
وبما أن التصعيد لن يفيد الطرفين، بل سيسبب تأزيماً لكرة الإمارات هي في غنى عنه هذه الأيام تحديداً، خاصة والأبيض على بُعد أيام قليلة من استحقاق خليجي 22 الذي يدخله بصفته حاملاً للقب فقد حان الآن موعد تحكيم العقل، وتدخل الحكماء لحل هذه الأزمة بما لا يُعرّض كرتنا لهزات قد تؤثر عليها سلباً في القادم من أيام، فهل من مجيب.