بقلم : أحمد الحوري
لا تخلو الدنيا من التحديات، فكل له تحديه الخاص في الحياة، في البيت، في العمل، في الاقتصاد في السياسة وفي الرياضة، والناجح هو من يتخطى هذه التحديات بأقل الأضرار، وتزداد نسب النجاح إذا تفوقت الإيجابيات على السلبيات، و«الشاطر» من يحول كل التحديات إلى إيجابيات تعود عليه بالصحة والسعادة.
ومن هذه التحديات المفيدة التي تعود على الفرد والجماعة بالمردود الإيجابي الكامل، مبادرة تحدي دبي للياقة البدنية التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس مجلس دبي الرياضي، ووصلت إلى نقطة الختام يوم أول من أمس، بعد 30 يومياً من المحطات المختلفة، حيث استطاعت المبادرة تحويل مجتمع إمارة دبي إلى مجتمع رياضي بمعنى الكلمة، تسابق الجميع إلى المشاركة، الهيئات والمؤسسات والدوائر الحكومية والخاصة دفعت بمسؤوليها وموظفيها للمساهمة الفاعلة في هذا التحدي، الكبار والصغار، حتى الأفراد الذين لا ينتمون إلى جهات رسمية أو خاصة، حضروا بكثافة ملحوظة في التحدي بغية الاستفادة من المشاركة بمردود إيجابي على صحتهم وأبدانهم.
الكثير من القصص التي تناولناها في تغطية الملحق الرياضي المستمرة للحدث، تؤكد استفادة قطاع واسع من المشاركين من المبادرة، والنجاح الأكبر أن هؤلاء باتوا عازمين على مواصلة مشوارهم الرياضي، لاسيما أولئك الذين خاضوا التجربة لأول مرة، وخلال فترة الثلاثين يوماً تم طرح استطلاعين أولهما عن إمكانية تعميم المبادرة على مختلف الإمارات، والثاني عن مدى استمرارية الفكرة بأي شكل من الأشكال، وحظي هذان الاستطلاعان بتأييد كبير من المشاركين فاقت 70% وهي نسبة تؤكد وصول الفكرة التي أرادها «فزاع» إلى مختلف قطاعات وفئات المجتمع، لتكون الرياضة أسلوب حياة.
على الجانب الآخر هناك تحد من نوع آخر كشفه استطلاع للبيان الرياضي، عبر الموقع الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي، يخص هيئة الرياضة بهويتها الجديدة ورئيسها الجديد يوسف يعقوب السركال، حيث التفاؤل هو العنوان الأبرز لهذا الاستطلاع، فما يفوق النصف من المشاركين في الاستطلاع أكدوا قدرة الهيئة ورئيسها الجديد على تخطي التحديات الحالية والمستقبلية.
صحيح أن النسبة في هذا الاستطلاع لم تعمل فارقاً كبيراً بين من صوت بنعم ومن صوت بلا، ولكن تبقى نسبة التفوق للمتفائلين بمستقبل هيئة الرياضة ورئيسها «بويعقوب»، وهذا هو التحدي الحقيقي الذي ينتظر إدارة الهيئة في القريب العاجل، وعلى المنظور البعيد، فكما أشرت في مناسبة سابقة أن التركة ثقيلة، والرياضة الإماراتية نتيجة التراجع الكبير في ألعاب كثيرة، تنتظر عملاً جباراً من الحقبة الجديدة.