بقلم : أحمد الحوري
أستميح المدريديين وعشاق الريال ومحبي «الدوون» عذراً، فلن أتحدث في هذه الزاوية اليوم، عن فوز البرتغالي كريستانو رونالدو بالجائزة الخامسة كأفضل لاعب في العالم، ومعادلة رقم غريمه التقليدي ومنافسه الوحيد الأرجنتيني ليونيل ميسي، على عرش المستديرة المجنونة في كل الكرة الأرضية، فاللقب متوقع ومستحق.
سأتطرق في زاوية اليوم إلى شأن محلي مهم، ويزداد أهمية مع كل يوم نتغافل عنه وعن آثاره المستقبلية، على الكرة بشكل خاص، والرياضة الإماراتية على وجه العموم، شأن تحدثنا فيه كثيراً، وخضت فيه ومختلف الزملاء الإعلاميين، كتاباً ومذيعين، طويلاً ومراراً، ومع هذا لم نجد حتى الآن ردات فعل حقيقية، رغم كل ما يقال، من موسم إلى آخر، عن خطوات تصحيحية وإجراءات جذرية، ستسهم بالحد من معضلة الصرف المالي الكبير الذي تشهده أندية الدولة في عصر الاحتراف الكروي، وبات مرهقاً لخزائن أنديتنا والجهات التي تتكبد مشاق الصرف.
ما دفعني للكتابة مجدداً في هذا الموضوع الذي أراد له البعض أن يكون شائكاً، بسبب التغاضي عنه لسنوات فائتة، الأرقام الفلكية التي كشفها ملفنا الرياضي الأسبوعي الصادر اليوم، وأعده الزميل عدنان الغربي، متضمناً ملايين الدراهم التي صرفت في سنوات دوري المحترفين العشر، أرقام يعرفها البعض، وتحدث عنها البعض، كذبها آخرون سابقاً، وربما يكذبها غيرهم لاحقاً، لكنها في الحقيقة صادمة لمن لا يعرفها، ومخيفة لمن يعرفها ولا يريد أن يصدقها، ومصيبة لمن يعرفها ويصدقها ولا يريد أن يتخذ الخطوات الحاسمة لإيقاف هذا الهدر المبالغ فيه بكل الأبجديات الرياضية والفنية والعقلية.
أرقام فلكية إذا ما نظرنا إلى مردودها ومآلاتها، وماذا أضافت لأنديتنا ومنتخباتنا، على صعيد الأندية لم تسهم هذه الأموال الاحترافية في تحقيق إنجاز قاري يمكننا به أن نقارن موقعنا مع الأندية المحترفة في الدول الأخرى، منتخبنا الأول الذي هو نتاج هذه الأندية المحترفة، لم ينتزع أي لقب رسمي على صعيد القارة خلال السنوات العشر من عمر الاحتراف، مكتفياً بلقب خليجي يشارك في منافساته خمسة منتخبات ليست وليدة دوريات محترفة، وفي التصفيات المونديالية الأخيرة خرج أبيضنا «أبيض»، فأصبح التساؤل الذي يتردد كثيراً: ما الفائدة من احتراف ومبالغ طائلة تصل إلى مليارات الدراهم، وليست مئات الملايين فقط، والنتيجة صفر أو ربما أعلى من الصفر بقليل؟
صافرة أخيرة..
خلال عصر الاحتراف: الصرف وصل إلى 12 مليار درهم، والمردود فشلنا في التأهل لثلاث بطولات كأس عالم، وسجلنا برونزية آسيوية واحدة في مشاركتين قاريتين، وفي عصر الهواية تأهلٌ لكأس العالم، فضية قارية آسيوية، والصرف المالي لم يتخط 10% من الرقم الملياري المذكور!
أهلاً بالاحتراف.