بقلم : أحمد الحوري
فوز واحد وتعادل وخسارتان، هذه كانت حصيلة مشاركة أنديتنا في الجولة الأولى من دوري أبطال آسيا لكرة القدم، حصيلة غير مرضية بكل المقاييس، ولكن التجارب والمشاركات السابقة، تحتم علينا عدم التسرع في إطلاق الأحكام على فشل المشاركة من عدمها، فما حصل في المواسم السابقة، يدفعنا إلى التفاؤل أكثر من التشاؤم، فأغلب بدايتنا في الدوري الآسيوي تكون متواضعة، وليست مشجعة، لكن مع مرور الجولات، نجد تطوراً تدريجياً يطرأ على مستويات الأندية الإماراتية، ونجدها تتخطى الدور تلو الآخر، حتى تصل إلى الدور النهائي، مثلما حصل مع الأهلي والعين موسمين سابقين.
ما ذكرته آنفاً، لا يعني أن نتغاضى عن السلبيات التي حدثت في الجولة الأولى، ولا يعني أن نغض الطرف عن المستوى الهزيل الذي ظهر عليه الوحدة في مباراته أمام لوكوموتيف الأوزبكي، وخسارته الثقيلة، التي وصلت إلى خمسة أهداف كاملة، فما قدمه العنابي، وهو أحد المنافسين على لقب دوري الخليج العربي، لا يمت بصلة إلى ما يقدمه في المسابقات المحلية، ولا إلى حالة التوهج التي كان عليها في المباريات السابقة، فالمستوى والنتيجة لا تليق بتاتاً بفريق يسعى للعالمية، ونحن على ثقة بأن إدارة نادي الوحدة وجماهيره ولاعبيه، غير راضين عن هذه الكبوة الكبيرة، ونحن بانتظار النهوض من هذه الكبوة أكثر قوة، وبصورة تعكس قوة أصحاب السعادة.
على الجانب الآخر، واصل الجزيرة وضع النقاد، ومحبيه أيضاً، في حيرة مستمرة هذا الموسم، وكأنه بات تخصص مباريات المناسبات، فبعد بداية متعثرة في الاستحقاقات المحلية، ظهر بصورة مغايرة في المحفل العالمي، مونديال الأندية، وخاصة أمام بطل أوروبا ريال مدريد، وأداؤه الخرافي عندما أحرج المرينغي لأكثر من 70 دقيقة، في مباراة ستظل عالقة في الأذهان، لكنه لم يواصل هذا الأداء محلياً، حتى جاءت فرصة الاستحقاق القاري، ليتألق من جديد بفوز مستحق على الغرافة بثلاثة أهداف لهدفين، ولولا سوء الطالع، لأمكنه رفع الغلة لأكثر من ستة أهداف، وهي بداية ولا أجمل، لفريق باحث عن استعادة حضوره كفريق كبير.
أما الزعيم العيناوي، فقدم ما عليه، وعاد بنقطة من عرين الزعيم السعودي الهلالي، وهي بحسابات الذهاب والإياب، تعد نتيجة إيجابية، مع الأخذ بالاعتبار، قوة وطموحات الفريق المنافس، وهذا يؤكد متانة المشاركة العيناوية من البداية، أما الوصل العائد إلى المشاركات القارية بعد فترة طويلة من الغياب، فقدم ما عليه في شوط أول، ونسي تماماً أن المباراة من شوطين، وخسر أمام السد بهدفين لهدف، متأثراً بقلة الخبرة في التفاعل مع هذه المباريات، إضافة إلى تأثر واضح بالمخزون اللياقي جراء المباريات القوية.
هذه جولة مضت بسليباتها وإيجابياتها، وهناك خمس جولات قادمة، بإمكان أنديتنا الأربعة أن تستثمرها بشكل صحيح، إذا أرادت الاستمرار في المنافسة والاحتفاظ بحظوظ الإمارات في العودة لتزعم القارة الآسيوية.