بقلم : أحمد الحوري
أسدل الستار قبل أيام قليلة فقط، على الحدث الإنساني الحضاري الرياضي الكبير، الأولمبياد الخاص للألعاب الإقليمية في نسخته التاسعة، وذلك في عاصمتنا الحصن أبوظبي، محققاً نجاحاً منقطع النظير، في مختلف الجوانب التنظيمية والتنافسية والإعلامية، إضافة إلى الأعداد الكبيرة من المشاركين ما جعل الحدث هو الأكبر مقارنة بغيره من النسخ السابقة، وما كان لهذا الحدث أن يحقق أهدافه السامية التي وضعتها الدولة عند التقدم لاستضافته إلا بفضل الدعم اللامحدود من قيادتنا الرشيدة التي نظرت للأولمبياد الخاص من منظور يختلف عن أنه مجرد تنافس يجمع أصحاب الهمم، بل نظرت إليه كبعد إنساني وحضاري يحسب لدولة الإمارات العربية المتحدة والعاصمة أبوظبي وشعبها الراقي.
ومن حسن حظي أن أتيحت لي فرصة قضاء عدة أيام في أروقة المنافسات المختلفة والمتنوعة لهذا الأولمبياد، وكم كنت سعيداً وأنا ألتقي، شخصياً ووجهاً لوجه، مع عدد من اللاعبين واللاعبات المشاركين في البطولة حيث كانت لحظات وأوقاتاً مختلفة تماماً عن غيرها من اللقاءات التي حضرتها سابقا في شتى الأحداث التي حضرتها سابقاً، فأصحاب الهمم يختلفون عن غيرهم من اللاعبين، فمسمى أصحاب الهمم الذي أطلقه عليهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، جاء من إدراك سموه لروح التحدي والإصرار التي يتسمون بها وقدرتهم على تخطي العقبات مهما بلغت صعوباتها، وعندما تقترب منهم تجد أنهم ذوو همة كبيرة تفوق الجبال، وأن ما يمتازون به من إرادة يفوق بدرجات كبيرة الأصحاء من الرياضيين.
تجربة قضاء هذه الأيام مع أصحاب الهمم، أكسبتني خبرة تفوق ما اكتسبته في سنوات عديدة قضيتها في المجال الإعلامي والإداري والرياضي، فعندما تخوض تجربة التواصل ومتابعة أصحاب الهمم ونجوم الإرادة تكتشف ضآلة ما تقدمه، وتحس في قرارة نفسك بأن إنجازاتك المهنية والحياتية مجرد قطرة في بحر إنجازاتهم وبطولاتهم في ظل ما تجاوزوه من عقبات وتحديات، تجد أنك ضعيف جداً أمام قوتهم وصلابتهم وعزمهم الذي لا تحده حدود، حتى في مشاعر الفرح حين الفوز والزعل وقت الخسارة نجدهم مختلفين عنا فكل ردود أفعالهم عفوية من دون تصنع ومن دون مبالغة للفت الأنظار وجلب انتباه الكاميرات.
صافرة أخيرة..
ما زالت حتى اللحظة تلوح أمامي عينا مريم القحطاني لاعبة منتخبنا الوطني لكرة السلة، التي خسرت المباراة النهائية وبقيت لأكثر من ساعة وهي تبكي متأثرة بالخسارة.. لو كان للأصحاء نفس غيرة ومشاعر وأحاسيس مريم لتحدينا أكبر دول العالم رياضياً.نقلا عن البيان