بقلم : أحمد الحوري
هناك قرارات تاريخية يجب التوقف عندها وتأملها بنظرة متعمقة، والتعليق عليها بطريقة مختلفة، وأخذ كل جوانبها بصورة مغايرة لكل ما سبق، يوم أمس الثلاثاء الموافق 16/5/2017 يوم لن تنساه الرياضة الإماراتية مهما طال الأمد.
فالقرار السامي الذي أصدره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، بدمج أندية الأهلي والشباب ودبي في ناد واحد، يحمل اسم شباب الأهلي دبي، هو قرار سيتوقف عنده التاريخ الرياضي في الدولة، وربما في المنطقة، كثيراً.
قرار يصنف من ضمن القرارات الكبيرة التي دائماً ما تصدر من الرجل الخبير، العارف ببواطن الأمور، المدرك لأهمية التطلع للمستقبل، فليس بغريب على من وضع دانة الدنيا دبي في مصاف المدن العالمية، أن يصدر قراراً رياضياً يجعل من أحد أندية الإمارة، يصبو لتبوؤ مكانة متقدمة ودائمة في القارة والعالم، وتحقيق إنجازات تليق باسم دولة الإمارات العربية المتحدة، التي دائماً ما رددنا أنها تقدمت وازدهرت في كل المجالات إلا المجال الرياضي، قراراً سيخلف آثاراً إيجابية كثيرة، منها قريبة عاجلة.
ومنها مستقبلية، وأول هذه العاجلة، القرار الذي أصدره صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، بعد ساعات قليلة من قرار نائب رئيس الدولة، بدمج ناديي الشارقة والشعب في ناد واحد، وأعتقد أن هذين القرارين ستليهما قرارات مشابهة وفي إمارات مختلفة.
أما الآثار الإيجابية المستقبلية فلها أهمية كبيرة على المستوى المالي للأندية، التي تعاني خلال السنوات الماضية، من إرهاقات الخزائن بسبب العقود الكبيرة والرواتب الخيالية، فتوزع عشرات اللاعبين الذين سيخرجون من الأندية الخمسة، على بقية الأندية مما سيخفف كثيراً من الأسعار، بسبب وفرة المعروض مقابل الطلب، وهي نظرية اقتصادية بحتة سيكون لها مردودها الواضح مستقبلاً.
كما ستساهم قرارات الدمج في زيادة المنافسة الكروية في المسابقات المختلفة، بسبب قلة الكم وزيادة الكيف، أي أن عدد الأندية سيقل بينما سترتفع القيمة النوعية للاعبين في المستطيل الأخضر.
صافرة أخيرة..
عندما تتخذ القيادة الرشيدة هذه القرارات، فإننا على ثقة بأن كل السيناريوهات مدروسة، فلا خوف من المستقبل في دولة ووسط قيادة تفكر في البشر قبل الحجر.