بقلم : أحمد الحوري
لا أدري هل أشكر اتحاد الإمارات لكرة القدم على أنه أصبح مادة دسمة يومية على موائد وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، أم أرثي للحالة التي وصل إليها، والتي في اعتقادي أنه لم يصل إليها أي اتحاد سابق في تاريخ كرة القدم الإماراتية.
لا يكاد يخلو برنامج رياضي سواء في التلفاز أو المذياع، أو ملحق رياضي، من فقرة أو تصريح أو حوار أو تحقيق، من التطرق لمجلس إدارة الاتحاد أو لرئيسه أو لجانه، حيث أحدث الاتحاد الذي أكمل عامه الأول قبل أيام، حراكاً غير مسبوق بين كثيرٍ ناقد وغير راضٍ عن الخطوات التي يتخذها المجلس من انتخابه، وبين قليل مدافعٍ من باب خالف تعرف، وآخر يحاول إعطاء المجلس ورئيسه الفرصة الكافية والتروي في اتخاذ الأحكام.
وبما أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، كما أراه، فطرح وجهة النظر لا يمكن أن نحجره على أي طرف كان، فلا مكان للبطولات على حساب الوطن ومنتخب الوطن، ولا يمكن المجاملة في مثل هذه الأمور التي هي أكبر من شخص أو جهة، لذلك من المستغرب أن ترى ردود الأفعال تختلف باختلاف صاحب الرأي، فقط لأن طرفاً يستكثر على الطرف الآخر أن يقول رأيه في هذه القضية أو غيرها، وكأن إبداء وجهات النظر حكر على أشخاص بعينهم أو مناصب معينة، فالبعض يبرر أن هذا الرأي جارح، أو بطريقة غير معتادة، أو تعدى الحدود المتعارف عليها، وغيرها من المبررات، بينما عندما تأتي وجهة نظر مشابهة، وبأسلوب ربما يكون أقوى وأكثر حدة، من شخص آخر، يتم تمريره، لأن مطلق هذا التصريح ذو حظوة لدى البعض، بل ويوصف بأنه شخص لا يملك أي أهداف شخصية، وكأن بقية الأطراف لها دوافع وأغراض غير نبيلة.
إلى هذه الدرجة وصلت بنا الأحكام المسبقة، إلى حد الكشف عما في قلب كل إنسان، فبات منهم أصحاب أهداف بريئة، وآخرون يبنون انتقادات على أجندات ويعملون لحساب طرف ضد الطرف الآخر.. كيف لنا أن نصحح اعوجاج الأمور، وهناك من يدافع عن الخطأ، ليس لشيء سوى أنه لم يكن السبّاق لإبداء الرأي، لذلك تحول تماماً من مهاجم إلى مدافع، حتى لا يعطي لغيره أفضلية المبادرة بتصحيح المسار.
صافرة أخيرة..
إن كنت في “عالم” النفاقِ .... فاعدل بساقٍ ومل بساقِ
ولا تحقق ولا تدقق .... وانسب شآماً إلى عراقِ
ولا تخاصم ولا تصادق .... وقابل الكل بالعناقِ
فأي شيءٍ كأي شيءٍ .... بلا اختلافٍ ولا اتفاقِ