بقلم : أحمد الحوري
في مئوية شيخنا «العود» الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يكون للمناسبات رونق آخر، وبريق يختلف عن غيره، فمثلما احتفل الإنسان والمكان بمئوية المغفور له بإذن الله الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان، ها هو البحر يحتفل الاثنين، في أكبر مواسمه، بالشخصية الفذة التي وضعت حجر أساس الاهتمام بالتراث في مختلف بيئات دولة الإمارات العربية المتحدة.
في موسم القفال الكبير يحلو لأهل البحر وعشاقه أن يشاركوا الوطن في مئوية باني الوطن الذي لم ولن يكون مجرد رئيس راحل، بل هو ذلك الأب الذي ترك لأبنائه إرثاً يتحدث عنه القريب والغريب، في الداخل والخارج، أبٌ عاش أجمل لحظات هذه الأرض وتمرس في تراثها، فلذلك حرص على أن تتناقله الأجيال، وألا يتوقف عند مرحلة دون سواها.
البحر عشق سكان الساحل والداخل، يحتفي ضمن أكبر مهرجاناته وهو مهرجان سباقات السفن الشراعية 60 قدماً، المعروف بالقفال، وبتوجيهات من راعي هذه الملحمة التراثية سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وزير المالية، بعام زايد، ليكون الاحتفاء الأكبر بمشاركة أكثر من 121 سفينة والمئات من البحارة والنواخذة والمنظمين، النسخة الثامنة والعشرين من القفال، تشهد اليوم زخماً يتناسب مع الحدث ومع احتفال نادي دبي الدولي للرياضات البحرية منظم السباق، بمرور ثلاثين عاماً على إنشائه.
إبداع إماراتي خالص يشهد له البحر، مثلما شهد تاريخياً لإبداعات الآباء والأجداد في خوض موسم الغوص الصعب، تلك الرحلة التي خلدتها القصص والذكريات ها هي تعود لتكون راسخة في قلوب وأعماق كل أبناء الوطن، ليكون الوطن بكل أركانه وبكل أطيافه وبيئاته مشاركاً في التراث الذي أراد له «زايد» أن يخلد في الوجدان.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن البيان