بقلم - أحمد الحوري
هؤلاء هم لاعبونا الذين نعرفهم ونعرف معدنهم ونعرف إمكانياتهم، هذه هي روحهم التي حققوا من خلالها الكثير من الانتصارات والألقاب، عندما كنا نعتب عليهم في مباريات سابقة فلأننا نعرفهم حق المعرفة، نعرف أنهم إذا ظهروا في صورتهم المعتادة فإننا لن نخاف من أي منتخب في القارة، عندما يظهرون ما بداخلهم من جهد وعطاء فلا يوقفهم أحد، ليس في القارة فقط، فحتى منتخب الأوروغواي بقيادة سواريز تعرض لإحراج كبير أمام «عيال زايد» عندما كانوا بصورتهم الحقيقية، فهل نخاف من منتخب آسيوي عادي.
لن نخاف من القادم طالما كانت روح التحدي حاضرة لدى كل لاعب من لاعبينا، فارس جمعة لوحة جميلة ومثال حقيقي لهذه الروح، ونحن على يقين بأن هناك فارساً في داخل كل لاعب إماراتي وكل مشجع، تخطينا عقبة الكنغارو الأسترالي وهو حامل اللقب ومرشح من صفوة المنتخبات، لأن الروح عادت والضباب انقشع وظهرت الصورة الجلية الواضحة للأبيض، هذا الانتصار والتأهل إلى مربع الكبار يؤكد أن الرهان على الروح والتضحية وردة الفعل هي الطريق الصحيحة لانتزاع الفوز مهما كان المنافس.
وفي غمرة الفرح بالتأهل المستحق وعودة الروح الانتصارية للأبيض، لا بد من أن نوجه الشكر لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على ما أحدثه من تغيير كبير على المشهد الآسيوي بشكل عام والمعسكر الإماراتي بشكل خاص.
فحضوره مباراة قيرغيزستان كان بمثابة الانطلاقة الرسمية لمشاركة الأبيض في البطولة، فمن تلك اللحظة شهدنا وضعاً آخر، في المنتخب وفي الجمهور وفي كل جزئيات المشهد، وحسناً فعل اتحاد الكرة عندما وضع صورة الحضور الرمزي لـ«بو خالد» كأحد دروس ما قبل مباراة أستراليا، فهذه الصورة من وجهة نظري استحضرت همم الجميع، لاعبين وإدارة وجماهير، فكان كل ما في استاد هزاع بن زايد جديداً في البطولة، لكنه أعادنا إلى قديم منتخبنا الذي انتظرناه طويلاً، ولأنني على يقين بمدى تأثير مثل هذه الصورة على نفوسنا جميعاً على الهواء مباشرة بعد مباراة قيرغيزستان بضرورة أن تكون صورة «بو خالد» هي أهم درس من دروس مشوار التأهل، وهذا ما حصل.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن صحيفة البيان