أحمد الحوري
كثيرة هي الدورات الرمضانية، التي تشيع في الشهر الكريم الأجواء الرياضية ، وتجذب الجماهير لمتابعة الألعاب المختلفة في فترة توقف الأنشطة الرياضية محليا، وتتنوع هذه الدورات رغم تركيز الغالب الأعم منها على كرة القدم، ولكن تبقى دورة ند الشبا هي الأكثر تأثيرا والأكثر حضورا والأكثر تميزا بين كل هذه الدورات.
هذا الحدث السنوي منذ أن رأى النور، قبل ثلاث سنوات، وبتوجيهات ومتابعة مباشرة من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس مجلس دبي الرياضي، وهو يضيف الجديد ويسجل النجاح تلو النجاح، ويخطف الأضواء مما سواه من أحداث مشابهة، بل ويعطي للدورات الرياضية نكهة خاصة وسمة مميزة لم نشهدها في سابقاتها.
التميز والتألق الذي تشهده دورة ند الشبا «NAS» من عام الى آخر، ليس مرده الجوائز القيمة التي تمنح للفرق الفائزة في مختلف الفئات التي تضمها الدورة، وليس للهدايا العينية التي تنالها الجماهير التي تحرص على الحضور لمتابعة المنافسات المختلفة، ولكن لأن قيمتها المعنوية أكبر بكثير من مردودها المادي.
فعندما وجه سمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم اللجنة المنظمة برئاسة أحمد جابر، إلى تنظيم هذه الدورة كان هدفه الأول فتح مساحة واسعة لأبناء الوطن للتنافس الشريف، وقضاء أوقات الفراغ في المفيد، وكان حرص سموه واضحا من البداية على أن يكون اكبر عدد من أبناء الدولة موجودين في الدورة.
وذلك من خلال تنويع المنافسات، حيث لم تقتصر على كرة القدم فقط، بل اشتملت على الكرة الطائرة والجري والدراجات الهوائية، وصولاً إلى البادل تنس والقوس والسهم، وفي هذه الدورة ستكون كرة السلة للكراسي المتحركة حاضرة بقوة، ما يؤكد ان «فزاع» عندما يطرح فكرة فهو ينظر للبعيد، ويريد ألا تقتصر مثل هذه المنافسات على الأسوياء فقط، بل إن هناك فئة مهمة في المجتمع بحاجة إلى مثل هذه اللقاءات للكشف عن إرادتهم قبل مواهبهم.
وكان سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم سباقا في دعم هذه الفئة، من خلال المبادرة الرائدة عندما تقدم كبار المسؤولين في إمارة دبي، في خوض مباراة في كرة السلة على الكراسي المتحركة، تلك المبادرة التي نالت استحسان الجميع، ووجهت رسالة واضحة مفادها أن ذوي الاحتياجات الخاصة فئة مهمة وأساسية من المجتمع.
اللجنة المنظمة العليا للنسخة الحالية بقيادة أحمد جابر ومدير البطولة حسن المزروعي وبقية الأعضاء، في تحد حقيقي من عام الى آخر لإخراج الحدث بالشكل الذي يسعى إليه سمو ولي عهد دبي، ونحن على يقين بأن النسخة الحالية ستكون متجددة، وأن الجميع سيكون عند حسن ظن «فزاع» الذي لا يرضى الا بالمميز الافضل دائما.