أحمد الحوري
من المفارقات أن تتحول الكرة الإماراتية والسعودية حديث الساحة الآسيوية، وفي بطولتين ومستويين مختلفين، فطوال الأيام الماضية تسيدت مباراة الأهلي والهلال ومن قبلها الهلال والأهلي الساحة الكروية كون هاتين المباراتين ستقودان الفرسان أو الزعيم السعودي إلى نهائي دوري أبطال آسيا، أكبر بطولات القارة الصفراء، وسيكون الحديث مستمراً عن المواجهة المقبلة حتى موعدها المقرر يوم 20 من الشهر الجاري، وبعدها سيتم معرفة هوية بطل غرب آسيا الصاعد لمواجهة بطل شرق آسيا لتحديد بطل القارة بأسرها.
واليوم أيضاً، وبعد أيام من الاستعدادات والحديث والتقرب، سيحل منتخبنا الوطني ضيفاً على مدينة الملك عبدالله بجدة، ليلاقي شقيقه السعودي، في مباراة لا تقل صعوبة عن تلك التي تدور على مستوى الأندية، تحدد بشكل كبير أي المنتخبين أقرب لانتزاع ورقة الترشح الأولى للمرحلة الثانية من تصفيات مونديال روسيا 2018، كنا على يقين، بعد أن عرفنا هوية المنتخبات التي سترافق الأبيض الإماراتي في المجموعة الآسيوية، إنه من الطبيعي أن يكون الصدام مع الأخضر السعودي هو الذي سيحدد ملامح ترتيب هذه المجموعة، ولكن التعادل أمام فلسطين في القدس وخسارة نقطتين مهمتين، ضاعفت من أهمية لقاء اليوم تحديداً، واكسبته ضرورة اللعب على الفرصة الواحدة، وكأنه نهائي كؤوس، فأي تعثر جديد قد يكلف الأبيض المركز الأول ويدخله في دوامة الحسابات المعقدة، لذا لا مكان إلا للفوز والعودة بالنقاط الثلاث لاغير.
نحن على ثقة بأن نجوم الأبيض بقيادة المهندس مهدي علي، قادرون على تجاوز المطب السعودي بالنتيجة الإيجابية، بشرط الظهور بالمستوى الذي نعرفه من لاعبينا ويتقدمهم عموري وخليل ومبخوت، في جاهزية كاملة لتقديم كل ما لديهم في المستطيل الأخضر، وإذا تحقق هذا الشرط، فالنقاط الثلاث ستكون من نصيبنا، بالرغم من لعب الأخضر بأفضلية الأرض والجمهور، مع كل الاحترام للمنتخب السعودي وتاريخه الآسيوي الباهر، إلا أن منتخبنا الوطني له الحضور والتميز في السنوات الثلاث الماضية، مما جعله يأخذ السبق للنجاح في الخطوة الأولى لتحقيق حلم التأهل إلى المونديال الذي طال انتظاره.