أحمد الحوري
من حق أي نادٍ أن يدافع عن قضاياه بكل ما أوتي من قوة، كما أنه من حق محمد عمر أن يدافع عن حكامه، مثلما من حقنا كصحيفة أيضاً أن نضع العناوين ونكتب ما نراه مناسباً، وما يتطابق مع ما نراه، وفي أول فرصة لتطبيق ما تقدم نجد أن كل الأطراف تحتفظ بحقوقها إلا الصحافة التي تسلم منها كل الحقوق، فتكون في قفص الاتهام دائماً، وتوصف بأبشع العبارات، ويستشيط غضباً مما طرحناه، نادٍ هنا أو اتحاد هناك أو مسؤول في جهة ما.
في الجانب الشخصي كما ذكرت في هذه الزاوية سابقاً، أحترم محمد عمر، كرجل تربوي، وحكم دولي سابق، ولكن طبيعة عمله كرئيس للجنة الحكام باتحاد الإمارات لكرة القدم، تجعله دائماً في وجه المدفع، جراء الأخطاء العديدة والمتكررة من حكامه، ويستميت دفاعاً عن قضاة الملاعب، لكنه وللأسف ينجر لمنزلقات أخرى تضطره إلى خلط الصالح بالطالح، ومنها ما قاله في عدد الأمس عندما وصف بعض الإعلاميين بمجاملة الأندية، فقط لأننا وصفنا ما حدث في مباراة الشباب والإمارات بالكارثة التحكيمية..
وكنت أتمنى من محمد عمر أن يحدد اسم الإعلامي أو جهته الإعلامية، حتى يكون الرد بنفس الوضوح، ولكن بما أنه أدخلنا عنوة في هذه العمومية، فنقول إن نادي الشباب ليس بحاجة لمن يدافع عنه أو يجامله، بل ربما يكون نادي الشباب، كما ذكرت أكثر من مرة، هو النادي الذي نتعامل معه بحذر، وفي مرات كثيرة لا نعطيه حقه في الملحق الرياضي، لصفة إدارية يعرفها الجميع، حتى لا يصفنا أحد بالمجاملة، ويدخلنا في خانة المحاباة.
لم نكن وحدنا من تطرق للأخطاء التحكيمية، ولن نكون الوحيدين، فالجميع بلا استثناء يتحدث عن هذه الأخطاء، وفي مباراة الشباب والإمارات تحديداً، أشار إلى ما حدث في ذلك اللقاء العديد من الزملاء، سواء من وصف المباراة أو من تناولها في عمود أو مقال، ومن الطبيعي في المباريات التي تشهد مثل هذه الحالات المثيرة للجد، أن تكون هناك وقفة من الإعلام والإعلاميين..
وتسليط الضوء عليها خاصة أن القرارات تقديرية، وقد يكون هناك مصيب وهناك مخطئ، فلماذا عندما يكون الحكم مخطئاً على الإعلام أن يقدر ظروفه، وقراره، بينما عندما يكتب الصحافي أو يتحدث الإعلامي يكون مجاملاً وارتكب كارثة فيما كتبه أو قاله؟!
الأخ محمد عمر اعترف بأن أربع حالات لم يوفق فيها الحكام في الجولة الماضية من دوري الخليج العربي، منها استحقاق الفجيرة لركلة جزاء، وبما أن الفجيرة أنهى المباراة فائزاً فباعتقاد محمد عمر أن عدم احتسابها لم يؤثر على النتيجة، وفي الحالة الثانية أشار إلى أن لاعب الشارقة استحق الطرد ولم يطرد، وأيضاً لأن الوصل فاز في تلك المباراة ..
فالخطأ ليس مؤثراً، وفي الحالة الثالثة عدم استحقاق لاعب الأهلي سالمين خميس للبطاقة الصفراء الثانية وبالتالي قرار طرده غير صحيح، وهنا نتخيل مدى تأثير هذا القرار الخاطئ لاسيما أن الأهلي خسر المباراة بهدف وحيد، وفي القرار الرابع تحدث عن عدم صحة قرار إعطاء بني ياس ركلة الجزاء، والنتيجة انتهت بالتعادل بهدفين لهدفين، وبهذا تكون مباراتان من سبع مباريات تأثرت بالقرارات، فماذا يسمي ذلك رئيس لجنة الحكام؟ أما مباراة الشباب والإمارات فإلغاء الهدفين في حالتي الشد وخروج الكرة فهنا نحتاج لوقفة ثانية، فالقراران بحاجة لتفسير أكثر.. فأين المجاملة يا أستاذ محمد عمر؟