أحمد الحوري
هناك ألقاب لها طعم يختلف عن بقية الألقاب، وبقية التتويجات، وأعتقد أن العيناوية اكتشفوا هذا الفارق وهذا الاختلاف عندما انتزعوا لقب دوري الخليج العربي في الموسم الحالي، ليس لأن اللقب هو الأول في تاريخ نادي العين العريق، فالجميع يعلم أن الزعيم هو صاحب الرقم القياسي في الفوز باللقب الذي فاز به للمرة الثانية عشرة.
وهو رقم سيكون من الصعب إدراكه أو تحطيمه، والاختلاف أيضاً ليس لأن العيناوية ابتعدوا عن الألقاب لفترة طويلة، فالكل يعلم أن العين فاز الموسم الماضي بكأس صاحب السمو رئيس الدولة، إذاً، أين الاختلاف؟ ولماذا تغير طعم اللقب هذه المرة؟
من وجهة نظري، اللقب العيناوي الثاني عشر في مسابقة الدوري العام، له وقع آخر لدى عشاق الزعيم، كونه أتى في موسم استثنائي، عانى فيه الفريق من غيابات وإصابات طالت أهم أعمدته، وفي ظل منافسة شرسة على أكثر من جبهة بنفس القوة والأهمية، والجميل أن النجاح جاء في توقيت مناسب في الأولى.
وتمكن من حسم اللقب مبكراً قبل ثلاثة أسابيع من النهاية، والثانية يمضي فيها بشكل مبشر، وأعني مسابقة دوري أبطال آسيا، حيث تأهل إلى دور الـ16 عن جدارة واستحقاق، منتزعاً صدارة مجموعته بلا منافس، بعد أن قدم من المستوى الفني ما يعكس تطلعه إلى العودة للعب دور البطولة في أكبر بطولات القارة، أما في مسابقة كأس صاحب السمو رئيس الدولة، فهو في معمعة البطولة حتى الآن وحظوظه حاضرة وبقوة.
عندما يغيب عن فريق لاعب بحجم عموري وقدراته، لا شك أن هذا الفريق يتأثر، فما بالنا إذا غاب عنه عموري وجيان، دفعة واحدة، ويبتعد ستوتش لأكثر من سبب، لكن مع هذا استطاع العين أن يواجه كل المطبات، ويتجاوزها بكل حرفنة واقتدار، بفضل جهود كل القائمة البنفسجية حتى الوصول إلى لقب البطولة الأصعب.
فهذا يدل على معدن اللاعبين وتفانيهم وتقديرهم للمهمة الملقاة على عواتقهم، في انتظار أن يستمر هذه التوهج في المشوار الآسيوي، ويقدم لجماهيره الكبيرة ولكرة الإمارات اللقب الآسيوي الغائب عن خزائن أنديتنا، منذ أكثر من 12 عاماً، حينما اعتلى العين نفسه آنذاك العرش القاري للمرة الأولى والأخيرة.
عندما تكون هناك حالة من عدم الرضا عما يقدمه المدرب زلاتكو، ويحدث الكثير من الأخذ والرد، والشد والجذب، والانتقادات اللاذعة من هنا وهناك على خياراته، ومع كل ذلك تقوم إدارة النادي بتوجهيات من سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس النادي.
وإدارة كرة القدم برئاسة الشيخ عبدالله بن محمد بن خالد آل نهيان، بدعم المدرب وإعطائه الفرصة كاملة، وتجديد الثقة به بعد كل تعثر أو تراجع في المستوى، فهذا يدل على احترافية الإدارة، وإدراكها أن القرارات يجب أن تكون مدروسة وفي توقيتها الصحيح، وهذا هو الدرس الأهم في مشوار الانتصارات والألقاب، هكذا هو الزعيم وهكذا عين البطولات.