أحمد الحوري
في الملعب، وفي خارج الملعب، حقق الأهلي الانتصار، في المستطيل الأخضر، تفوق بفوز وتعادل، وفي خارجه، انتزع صحة التأهل بالقانون، وفي أقل عدد من الصفحات، لأنه صاحب حق لم تساورنا أي شكوك في صحة موقفه، ولأن خلفه إدارة واثقة من خطواتها القانونية، كنا على يقين أن الفرسان سيتأهلون إلى النهائي الآسيوي، ليس رجماً بالغيب، ولكن لأن النقاط الأساسية التي اعتمد عليها الهلال، واهية من البداية، ولا يمكن الاعتداد بها، ملف الفرسان كان الأقوى والأوضح والأكثر اعتماداً على اللوائح المحلية والآسيوية، لذا، لم يستغرق حسم أحقية الفرسان بالتأهل، سوى دقائق معدودة فقط.
أعود وأكرر، أن ما حدث، خلال الأيام الماضية، لن يفسد العلاقة الأخوية بين الناديين الكبيرين، وبين عشاقهما، حتى ولو أراد البعض أن يعتاش من هذه القضية، هنا أو هناك، لغرض أو لآخر، أو يتحين الفرصة لتصفية الحسابات، فالفارس الأهلاوي والزعيم الهلالي، أكبر بكثير من هؤلاء المتنطعين، الذين أرادوا اللعب على عواطف الجماهير الهلالية، وإغراقهم في وهم الانتصار المكتبي، وللأسف، تسبب التعاطي غير الموفق من بعض وسائل الإعلام السعودية مع الاحتجاج الهلالي، وتصويره بالنصر المؤزر، وأن القرار الانضباطي سيقود الزعيم لا محالة إلا النهائي الآسيوي، تسبب بردة فعل قوية من بعض الجماهير التي هاجمت الاتحاد القاري عبر موقعه الإلكتروني، وكالت له أفظع الاتهامات وبأقسى العبارات، وكأن اتحاد القارة الصفراء جامل الأهلي بهذا القرار.
نأسف لأن البعض، حاول استغلال القضية لتصفية حساباته الخاصة مع اتحاد الإمارات لكرة القدم، وهاجم لوائحه المحلية، دون حتى معرفة هذه اللوائح، وما تحتويه أصلاً، وهناك من وصل به الحال إلى استنكار أن يقوم يوسف السركال، بزف خبر رفض شكوى الهلال عبر حسابه الخاص، في مواقع التواصل الاجتماعي، مع أنهم كانوا قبل ساعات قليلة، يشكون من عدم وقوف الاتحاد بحزم مع ممثل الوطن، ولأن الهدف دائماً ما يكون غير سليم، وهناك مآرب أخرى وراء كل طرح، تكون التناقضات وتنكشف المكنونات.
لا أعلم لماذا لا نغلب المصلحة العامة على الخاصة، وأن نترك الاختلافات الشخصية جانباً، فلا يمكن أن تنصلح الأمور، طالما القلوب فيها ما فيها من شوائب وترسبات، تجعلنا لا ننظر إلا إلى الجزء الفارغ من الكأس.
صافرة أخيرة..
اللعب على جبهتين صعب، والأصعب أن تلعب على ثلاث جبهات، والأجمل أن تنتصر في كل الجبهات..