أحمد الحوري
أحترم يوسف السركال رئيس اتحاد الإمارات لكرة القدم كثيراً، عندما يدافع عن أعضاء مجلس الإدارة ورؤساء اللجان العاملة في الاتحاد، ولكنه للأسف بدفاعه في أحيان كثيرة، يضع نفسه في الموقف الحرج، أو الركن الضيق، كما يقولون، كون أغلب القضايا التي مر بها اتحاد الكرة في آخر موسمين، هي من تلك القضايا الضبابية التي تبدأ وتنتهي دون أن يقتنع بمخرجاتها كل الأطراف، أندية وجماهير وإعلام، لذلك، فمع دخولنا في أية قضية أم مشكلة جديدة، نرجع لاسترجاع مرارة سابقاتها، ونسط الضوء عليها، لأن الحسم لم يأت بالصورة المرضية للمتلقي العادي حتى قبل أصحاب الشأن.
قضية النقاط الثلاث التي تم خصمها من الشعب لتذهب إلى دبي في مسابقة أندية الدرجة الأولى، دخل على خطها طرف ثالث حالياً، وهو دبا الفجيرة، الذي بات منافساً قوياً للتأهل إلى مصاف دوري المحترفين، وهنا تزداد الأمور تعقيداً، لا سيما إذا استمر الفارق بين الفرق الثلاثة على ما هو عليه الآن، وجاء ترتيب دبا في المركز الثالث، فماذا سيكون عليه الموقف وأي موقف وضع اتحاد الكرة نفسه فيه، وأي تبريرات قد يسوقها الاتحاد عندما يجد فريق ما أنه خرج من السباق وهو يرى في نفسه الأحق بالتأهل والصعود، لذلك أرى أنه من الأفضل لكل الأطراف، وفي مقدمها اتحاد الكرة، أن يسمح بتصعيد الموضوع إلى محكمة «الكاس» الدولية، وأن يرضى بحكمها النهائي، حتى وإن جاء مخالفاً لما بتت فيه اللجان القانونية المحلية، فمن وجهة نظري، أن الحرج الذي قد يسببه الحكم الدولي، إذا جاء مغايراً للقرار المحلي، أقل وطأة من حرمان نادٍ صرف الملايين بحثاً عن حلم الصعود إلى دوري الأضواء، وفجأة يخرج خالي الوفاض بسبب تفسيرات مختلفة، ولوائح متغيرة لا تعلم الأندية كيف تصل إليها، هل بالنظام الإلكتروني، أم بالبحث اليدوي أو بمراسلات من الأيام الخوالي.
لا أرى أن السماح بذهاب قضية «النقاط الثلاث» إلى المحكمة الدولية سيضر اتحاد الكرة، وسيفقده هيبته، كما يتوقع البعض، أو سيقلل من إنجازات الاتحاد على مختلف الأصعدة، بل على العكس تماماً، سيسهم كثيراً في تهدئة الأجواء بين الأندية والاتحاد، وأياً كان ما سيصدر عن «الكاس» أو غيرها من اللجان القانونية الدولية، من المفترض أن يرضي جميع الأطراف، بما فيها اتحاد الكرة، فكما نعرف وندرك أن الاتحاد جهة مهمتها إدارة لعبة كرة القدم، بما يخدم مصالح الأندية والمنتخبات الوطنية، وطالما أن أي حكم صادر من «الدولية» ليس فيه ضرر على منتخباتنا الوطنية، فما الضير من القبول به، طالما سيخرجنا من ورطة كبيرة في نهاية الموسم.
صافرة أخيرة..
للعلم فقط.. وجد العلماء أن أكثر من 80 % مما نحدث به أنفسنا يعمل ضد مصلحتنا!..