أحمد الحوري
منذ انطلاقة الاستحقاق الآسيوي الكروي الكبير، والجميع يعلم أن النجاح في تخطي ست مباريات يعني تسجيل تاريخ جديد لكرة الإمارات، ومنتخبنا الأبيض ولله الحمد استطاع تخطي أربع عقبات، ويدخل اليوم في تحد جديد وأمام عقبة كبيرة أخرى لا تقل قوة عن المحطات السابقة. اليوم المنتخب على بعد خطوة من تكرار الإنجاز الآسيوي الكبير الذي تحقق في عام 96، عندما وصلنا إلى النهائي الآسيوي وخسرنا أمام المنتخب السعودي الشقيق بركلات الحظ الترجيحية. واليوم أيضاً على بعد خطوتين من إنجاز غير مسبوق، إذا ما كتب الله للأبيض التوفيق في نيوكاسل، ومن ثم في سيدني، ولا مستحيل في كرة القدم.
نحن لا نستبق الأحداث، ولكن بعد أن وضعنا نقطة في ختام الفصل الرابع، وبدأنا بكتابة سطر جديد من سطور الفصل الخامس من الملحمة الإماراتية هناك في أرض الكنغارو، كبرت الأحلام، وتضاءلت الصعوبات أمام ما يقدمه لاعبونا، وما نراه من انبهار لدى المنتخبات الأخرى بما يقدمه الأبيض ونجومه، خاصة من قبل الاستراليين أنفسهم، الذين أيقنوا إيقاناً كاملاً بأن مواجهة اليوم لن تكون نزهة بشهادة مدربهم، ولاعبيهم، بغض النظر عن بعض المتعجرفين منهم، الذين سيكون الرد عليهم في الملعب من عموري وزملائه، وليس في الصحف أو مواقع التواصل الاجتماعي.
أياً كانت النتيجة التي سيسفر عنها لقاء اليوم أمام صاحب الأرض والجمهور، استطاع الأبيض أن يغير الخارطة الآسيوية، وأن يذهب بعيداً، ليس في الأدوار فقط، بل حتى في الظهور وموازين القوى، وبات منتخباً تهابه منتخبات الشرق قبل الغرب. لن نكرر ما قلناه سابقاً، ولن نعيد العبارات والجمل التحفيزية، فـ«عيال زايد» يعرفون ما ينتظرهم في مواجهة المنتخب الاسترالي، ويعلمون من ينتظرهم هنا وينتظر الأخبار المفرحة من نيوكاسل، مئات الألوف من الإماراتيين يتشوقون لصافرة حكم المباراة التي تعلن وصول منتخبنا الوطني إلى مباراة التتويج، ويكون هذا الجيل من لاعبينا محل الثقة الدائمة اليوم وغداً وفي كل المحافل المقبلة.
صافرة أخيرة..
شكراً من القلب للمنتخب العراقي، شكراً ما قدمه أسود الرافدين في هذا المحفل، فالوصول إلى المربع الذهبي الآسيوي وسط كل المشكلات والظروف الصعبة التي يعانيها العراق يعد إنجازاً بكل معنى الكلمة، كنا ننتظر الأفضل طبعاً، ولكن المجهود البدني الكبير الذي بذله لاعبو المنتخب العراقي في مواجهة إيران أثر كثيراً وأسهم في تراجع المردود أمام الشمشون الكوري، ويبقى منتخب الأسود أحد أبطال هذه الكأس وأرقامها الصعبة.