أحمد الحوري
هناك من المناسبات ما تطغى على غيرها، وهناك من الألعاب ما تحظى بخاصية تختلف عن غيرها، وهناك لحظات تاريخية يترقبها ممارسو أية رياضة، تكون بمثابة اللحظة الفارقة في تاريخهم، وسجلهم الشخصي، فتراهم يعدون الأيام والساعات حتى تحين، لتكون بصمة لا تمحى، وشرفاً لا يدانيه شرف، بل وتفوق في أهميتها حتى التتويج بلقب المونديال مثلاً لدى لاعبي وعشاق كرة القدم.
في لعبة الجوجيتسو ينتظر لاعبونا ونجومنا الكبار والصغار لحظة لا تنسى بفارغ الصبر، تلك اللحظة التي يلتقون فيها بالداعم الأول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، هذه المناسبة أصبحت بمثابة عيد سنوي للاعبي الجوجيتسو، وتحولت إلى مناسبة لنيل وسام التكريم من الرجل الذي وقف وراء هذه اللعبة حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من سمعة عالمية، وباتت تزاحم بقية الألعاب في أخذ قصب السبق، وتهدي الدولة الميداليات الملونة المتنوعة. وقفات «بوخالد» ودعمه اللامحدود للجوجيتسو أزالت الكثير من العوائق، وقصرت المسافات، وأذابت كل الفارق بين لاعبينا ولاعبي الدول العريقة في هذه اللعبة، بل إن عاصمتنا الحصن أبوظبي، ودولتنا الحبيبة الإمارات، باتت قبلة لكل المهتمين من مدربين ولاعبين، وتحولت إلى عاصمة للجوجيتسو، وتمكنت اللعبة من طرق مختلف الأبواب بفضل الاهتمام الكبير من صاحب اليد الكريمة.
استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لأبنائه من المتميزين من مختلف الأعمار، المشاركين في النسخة السابعة من بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو 2015، وحرصه على الالتقاء بهم رغم كثرة مشاغله وارتباطاته الرسمية المختلفة، وتثمين ما قدموه في هذا المحفل الرياضي، يؤكد مدى ما تقدمه القيادة الحكيمة لقطاع الشباب والرياضة في الدولة، وكيفية الدفع بأبناء الوطن إلى التميز، ودفع المتميزين إلى إبداع أكبر، والاستثمار الناجح الذي لا يعرفه إلا الخبير بمواطن القوة وكيفية استغلال طاقات الشباب لما فيه مصلحة الوطن، وهذه ميزة يمتاز بها القائد الملهم، و«بوخالد» من هؤلاء القادة.
لا أفشي سراً إذا قلت إن دخول هذا العدد الكبير من أبناء الوطن في لعبة الجوجيتسو، شابات وشباناً، ووصول أعداد الممارسين إلى المئات في مختلف إمارات الدولة، ما كان ليتحقق لولا الاهتمام الكبير من قبل صاحب السمو ولي عهد أبوظبي، ولولا هذه اللحظات الملهمة للإبداع والتميز.
صافرة أخيرة..
«نحن عصاك اللي ما تعصاك».. عندما قالها ذلك الشاب الإماراتي الفخور، على بعد آلاف الكيلومترات، بوقفات «بوخالد»، فإنما قالها بلسانه مترجماً ما يختلج في قلوبنا جميعاً، وفي كل المجالات..