أحمد الحوري
اليوم ينطلق الحدث الذي ينتظره الخليجيون، حدث رغم مرور أكثر من 44 عاماً منذ أن أشعل شمعته الأولى، إلا أن الجميع يتلهف إليه وينتظره بشوق، دورة الخليج العربي لكرة القدم، ليست مجرد بطولة كروية يتنافس على لقبها عدة منتخبات، بل هي أكبر من ذلك بكثير، البعض أطلق عليها مسمى »بطولة الشيوخ«، والبعض وصفها بأنها أكبر وأهم لدى أهل المنطقة و»كبار القوم« من المونديال، هي بطولة تحظى بتغطية إعلامية تفوق بكثير كل التغطيات الإعلامية لأي حدث رياضي أو غيره يقام في هذه البقعة من الأرض.
النسخة الثانية والعشرون من دورة كأس الخليج العربي، تحط الرحال في العاصمة السعودية الرياض للمرة الرابعة، وفي الرياض تختلف الصورة تماماً، كون المملكة العربية السعودية أكبر دول المنطقة الخليجية، ولكرة القدم اهتمام رسمي كبير، ومتابعة جماهيرية، أقل ما يقال عنها إنها جنونية، وبطبيعة الحال، ومثلما تعودنا، سيكون استاد الملك فهد كامل العدد..
وهو يستضيف المباراة الأولى التي تجمع المنتخبين السعودي صاحب الأرض، ونظيره القطري، وسيسبقها حفل الافتتاح الذي ستكون فقرته الرئيسة الأوبريت الغنائي الذي يحمل عنوان »إذا اتحدنا«، وسيشارك فيه سفير الأغنية الإماراتية حسين الجسمي، إلى جانب النجم السعودي رابح صقر، وهو العمل الفني، الذي كما أشارت المصادر، سيكون مفاجأة اليوم الافتتاحي.
ساعات تفصلنا عن انطلاقة لنسخة جديدة، لكنها ستكون مختلفة عن سابقاتها، ساعات وستكون الإثارة حاضرة، كما تعودناها في دورات الخليج، ربما التصريحات الساخنة والتحديات التي عشناها سابقاً لم تبدأ بعد، فغياب الشيخ أحمد الفهد الصباح، صاحب الصولات والجولات، عن الأيام الأولى، له تأُثيره الكبير في الشحن الإعلامي..
وكذلك عدم حضور الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة، مؤرخ الدورة، إلى الرياض، سيترك بصمته بلا شك، ولكن لا يمكن للإثارة أن تختفي، فهي في الطريق لا محالة، فهذه بطولة خبزها وملحها ما يدور خارج المستطيل الأخضر.
منتخبنا الوطني والمنتخب السعودي، بحكم أن الأول حامل اللقب، والثاني صاحب الأرض والجمهور، يحظيان بالكثير من الترشيحات للمضي قدماً في البطولة، فنحن والسعودية الاسمان الأكثر تردداً في أروقة البطولة، حتى هذه اللحظة، للوصول إلى المباراة النهائية، ولكن لأنها بطولة استثنائية بكل المقاييس، فلا يمكن الركون إلى هذه التوقعات، بل يجب أن يكون الملعب هو الفيصل وصاحب الكلمة الأخيرة.