ميساء راشد غدير
الأمن هو السمة المميزة لمجتمع الإمارات بلا منازع، وهي سمة رئيسة جعلت الإمارات الجهة المفضلة للعمل والإقامة من قبل العرب والأجانب، وجعلتها من أكثر الأماكن التي يرغب السائحون من كل أنحاء العالم في زيارتها، رغم وجود دول ومدن تفوقها جمالاً وإمكانات سياحية، لكن الأمن وسط الأحداث التي يشهدها العالم، مطلب يتقدم على أي شيء آخر للباحثين عن عمل أو فيزة للسياحة.
منهج الإمارات والقوانين التي تحتكم إليها مؤسساتها، أوجدت نظاماً لتعايش الثقافات المختلفة مع التمسك بروح الهوية الوطنية، وساعدت على تعزيز ثقافة التسامح الديني التي لم تقلل من شأن فرد أو تضيق عليه بسبب ديانته.
وفي هذه البيئة نشأت الأسرة الإماراتية على أيدي أمهات ومربيات فاضلات، أقل ما يقال عنهن إنهن صانعات رجال، لم نعرف بينهن إرهابية أو مجرمة قاتلة، وإن وجدت لها أخطاء فتلك مسألة طبيعية لا يخلو منها أي مجتمع، ولكنها لا تعد شيئاً إذا ما قورنت بالنماذج الصالحة والغالبة.
مناسبة الحديث عن المرأة الإماراتية وتنشئتها للأسرة، اتهام امرأة تحمل جنسية الدولة في قضية «شبح الريم».
فهذه القضية لا بد أن تلفت نظرنا إلى أن وقوع جريمة قتل بهذه الجرأة على يد امرأة إماراتية، سابقة في الإمارات، وإقدامها على نشاط شبيه بأنشطة الإرهابيين كزرع قنبلة ولو كانت بدائية، سابقة أخطر، ما يعكس دخول ثقافة جديدة وتطرف لم نعهده في ابنة الإمارات، ولا في أي من الذين عاشوا وتربوا على أرض الإمارات ويعتبرون أنفسهم جزءاً من هذا الوطن.
وقوع هذه السابقة لا بد أن يجعلنا نتساءل عن الأسباب التي غذت الدوافع لدى هذه المرأة، وجعلتها وسيلة لتحقيق أهداف من يقفون وراءها، ومن كان بإمكانهم إرسال رجل أو حتى رجال، للقيام بما قامت به بدل الزج بها للقيام بمثل ما قامت به.
في السابق استنكر المجتمع بأكمله وجود نساء في تنظيم سري، لكن الأمر لا يكفيه الاستنكار، بل يتطلب بحثاً ومعالجة وإثارة أي محاذير قد تتسع دائرة مخاطرها غداً في ما لا يصب في صالح مجتمعنا.
قضية «شبح الريم» لا بد أن تدفعنا للتركيز على محورين أساسيين نعتبرهما دخيلين على مجتمع الإمارات، الأول التغرير بالمرأة الإماراتية للقيام بجرائم قتل، والثاني إشراكها في عمل لا يمكن أن يخلو من الإرهاب.
فذلك يعني أن هناك من يحاول التغرير بالمرأة والتأثير فيها لتنضم إلى اتجاهات فكرية إرهابية ومتطرفة لا يقرها ولا يعترف بها مجتمع الإمارات، وهو الفكر الذي راح للأسف الشديد كثير من الشباب في الوطن العربي ضحايا له، نتيجة قلة التوعية من قبل الأهالي، وقلة البرامج المؤسسية التي تصب في هذا الاتجاه.