ميساء راشد غدير
قال الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة، في مداخلة عبر برنامج »الخط المباشر« كلمات من ذهب في حق المعلم وفي واجبات الآباء والامهات في تربية ابنائهم من اجل نجاح التربية والتعليم في الدولة.
عندما تحدث سموه عن العملية التعليمية وتطويرها لم يبدأ من صفوف دراسية ولم يبدأ من مناهج ولا من معلمين، بل بدأ من والدين ينبغي عليهما تربية ابنائهما على احترام المعلم وتقديره، فوجه كل ام واب بان يوصيا اولادهما باحترام المعلم قائلا: قم للمعلم وفّه التبجيلا.. كاد المعلم ان يكون رسولا.
وفي الوقت الذي وجه وذكر فيه الآباء بمسؤولياتهم، لم يخل سموه المعلمين من المسؤولية فطالبهم بعدم التهاون في اداء واجباتهم رغم ان احدا لا ينسى الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها المعلمون داخل الصفوف لاسيما اعمال المشاغبة والاستفزاز من الطلبة، وهو ما تعرض له صاحب السمو حاكم الشارقة، قائلا: »جميعنا نخطئ وأنا كنت معلما وأخطأت«.
كلام صاحب السمو حاكم الشارقة ليس بجديد، فهو الوالد الناصح الحكيم الذي يطل علينا بين وقت وآخر ناصحا ومذكرا، وناقلا تجربته في الحياة وما منحته اياه من خبرات لننهل منها ونستعين بها في مواقف حياتنا هذه التي لم تختلف كثيرا إلا بظروف تحيط بها، فالتعليم هو التعليم، والابوة والامومة هي ذاتها والمعلم هو المعلم، والابناء هم انفسهم الابناء، ولكن الظروف والتغييرات في المجتمعات التي صاحبت كل هذه المسميات هي التي تغيرت وتحتم علينا تغيير اساليبنا في التربية والالتفات الى الامور التي أثرت في شخصيات ابنائنا وطريقة تعاملهم مع ما حولهم ومن حولهم لاسيما معلميهم حتى يصبح الاحترام جزءا من شخصياتهم، وقيمة لا يتخلون عنها.
الوالد حاكم الشارقة لفت الانظار الى قضية مهمة ينبغي الا تغيب عن انظارنا جميعا مربين، معلمين وطلابا، وهي فضيلة الاعتراف بالخطأ، فالاعتراف بالخطأ لا ينتقص من مكانة الشخص شيئا ولا من احترام الآخرين له، فاذا كان الوالد صاحب السمو حاكم الشارقة اليوم يقول عن نفسه كنت معلما واخطأت، فانه يؤكد على حقيقة مهمة وهي اهمية التعلم من الاخطاء بتصحيحها، فان قصرنا كآباء واخطأنا في تعليمنا كمعلمين وتجاوزنا كطلاب، فلا بد من تجاوز ذلك كله بالاعتراف وتصحيح ما بدر منا احتراما للعملية التعليمية والتربوية ولجميع القائمين عليها، فبصلاحنا يصلح المجتمع والعكس صحيح.