ميساء راشد غدير
تطل علينا هذه السنة الجديدة بعد أن ودعنا أعواماً مضت من حياتنا، واستقبلنا سنين أخرى حفلت بالكثير من الإنجازات وربما بالإخفاقات أيضا، وهي سنة الحياة التي ارتضاها الله للبشر، فلا فرح يستمر ولا حزن يدوم.
في كل مرة نستقبل فيها عاماً جديداً يبدأ البعض في مراجعة ما مضى من أيامه محاسباً، معاتباً، وربما فرحاً بلحظات مرت ويتمنى لو تعود، في حين يستغرق البعض وقته في ترتيب الأمنيات متفائلاً ومعطياً نفسه قوة وقدرات يظن أنها قادرة على تمكينه من تحقيق أمنياته وخطط يعتقد أنه يرسمها بدقة متناهية.
كلا الأمرين وغيرهما محمود فلكل إنسان طريقته في التفكير وأسلوبه في الحياة ولكن الأهم في ذلك كله أن تتحول أمنياتنا للعام الجديد إلى دعوات لأنفسنا، لأهلينا، لمن احببناهم لأن أصل المحبة دعاء، دعوات بأن يكونوا دائماً في أفضل حال وأن تتحقق أمنياتهم في أعوام تقبل عليهم بالفرح والسرور..
ودعوات أخرى بأن يحفظ الله الأوطان آمنة سالمة مستقرة.. بعيدة عن الحروب والفتن فهذه أعظم الأماني لكل إنسان على وجه الأرض، فدون الأمان لا مكان للفرح ولا للطمأنينة ولا يمكن أن يهدأ الإنسان.
أعزائي القراء.. مرت السنون سريعاً ونحن نقلب صفحات أيامها سوياً بحلوها ومرها، بهمومها وتطلعاتنا فيها، ناقشنا العديد من القضايا، أشدنا بالعديد من المبادرات، أشدتم ببعض المقالات، ولم ترق لكم بعضها، ولكني في ذلك كله كنت أقدر ثقتكم، تواصلكم وحرصكم اللامنتهي على التواصل مع كاتبة منحتموها ثقة هي السبب بعد الله في توفيقها ومواصلتها المهنة رغم المشاق..
أمنياتي بل دعواتي لكم في هذا العام بأن يكون النجاح حليفاً لكم، والصبر عنواناً تتخذونه زاداً في منعطفات الخير كلما اعترض طريقكم عائق، وأتمنى أكثر أن يكون كل فرد منكم كما تمناه الوطن، وكما تطلع والديه، فكل عام ونحن في الفرح والهم سواء..
"البيان"