ميساء راشد غدير
هناك فعاليات ومؤتمرات بدأت منذ سنوات لم تراوح مكانها، فظلت على صورتها الأولى منذ انطلاقتها، خلاف فعاليات أخرى. معرض الشارقة الدولي للكتاب بدأ أمس ولكن بصورة اختلفت عن البدايات، بما حققه من تطور نوعي، وتوسع في الأنشطة المصاحبة له.
في حفل افتتاح الدورة 34 للمعرض قال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي - حفظه الله- كلمة مهمة عن قطاع النشر، قال سموه: بالأمس كان مؤتمر الناشرين العرب، وجلست قبل المؤتمر إلى جانبي ابنتي الشيخة بدور وحدثتني عن بعض المعوقات للمؤتمر..
وقالت إن هناك بعض الأعضاء قد يتأخرون عن الحضور، وسمّت لي أسماء، فرفعتُ الهاتف وخاطبت المسؤولين وقلت: دعوه يمرّ، وإذا بوجه ابنتي بدور يتهلل فرحاً وانصرفت وهي تردد «دعوه يمرّ دعوه يمرّ».
وتابع سموه الحديث عن أهمية مؤتمر الناشرين الذي يجتمع ليس لبحث مشاكل النشر والتأليف فحسب، بل لمسؤولية أكبر قائلا: «إننا ندخل مجالاً من مجالات الأنشطة العالمية وهو اتحاد الناشرين الدوليين، ومن خلال هذا الدخول، نجد أننا نحن في الشرق، في العالم العربي، لنا مشاكلنا وسياساتنا وأفكارنا وعقائدنا فإذا بنا نصطدم مع الآخر، الذي نود لو نتحاور معه، وقد وصلنا إلى نتيجة، وهذا كله بجهود الشيخة بدور حفظها الله».
كلمات سمو حاكم الشارقة لها أهميتها الخاصة في دعم التأليف والنشر والأهمية تكمن في أن النشر هو أهم بوابة للانفتاح والتحاور والتبادل الثقافي الذي يمكّن الغير من استيعابنا كعرب، وتغيير الفكرة النمطية عنا والتي لا تخلو من مغالطات، وهو الأمر الذي لن يتحقق إلا بجسور يمثلها الأفراد، وكتب تنشرها دور. ومن هنا كانت الإشادة بالشيخة بدور التي اهتمت بهذه المسألة في مرحلة مبكرة يوم أسست داراً للنشر..
وجمعية للناشرين الإماراتيين، ويوم انتخبت أخيراً كأول عربية لعضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للناشرين، ووضع والدها الثقة فيها لتذيب وتنهي معوقات تحول دون مشاركات هؤلاء الناشرين أو حضورهم إلينا.
اليوم في الإمارات لدينا دور نشر إماراتية لها إسهاماتها، ولكنها تواجه معوقات على مستوى التأليف والطباعة والنشر، ولا بد من مواجهة ذلك كله بالمناقشة والحلول، فالنشر قضية لا يستهان بها، ومعارض الكتاب وإن كان لها جمهورها إلا أنها لا ينبغي أن تشغلنا عن قضايا النشر التي تعد المحرك الفعلي للفكر الذي يجب تنشيطه، ورعاية كل عناصره محلياً وعلى المستوى الدولي، لنواكب في الإمارات المتغيّرات على المستوى الدولي في هذا المجال والاستفادة من الفرص كما فعلنا في مجالات أخرى.