ميساء راشد غدير
تؤكد دولة الإمارات يوماً بعد يوم حرصها الدائم على استقرار الأسرة، لأن القيادة فيها تدرك أن الأسرة هي اللبنة الأولى في المجتمع وصلاح المجتمع واستقراره بصلاحها واستقرارها.
ومن المشكلات التي تقلق راحة الأسر قضية الديون التي تركت كثيراً من الأسر من دون معيل، بسبب تواجده خلف القضبان، وهو الأمر الذي دفع بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، للمبادرة بتأسيس لجنة لمعالجة الديون المتعثرة، ليسير على خطاه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، عندما وجه بتشكيل لجنة لدراسة وعلاج مشكلة ديون المواطنين في إمارة الشارقة، على أن يتم الانتهاء من سدادها خلال عام.
التوجيهات التي أصدرها حاكم الشارقة أدخلت البهجة على الأسر المستفيدة من هذا القرار، بعد أن فقدت البسمة في إمارة، اختارت البسمة عنواناً لها، فسموه كونه حاكماً، وقائداً، وأباً، يشعر بمشاعر أبناء الإمارة، ويدرك أن "الدين هم بالليل، وخزي بالنهار".
الديون قضية خطرة ومرهقة، ولا يمكن الجزم بأن المتورطين فيها جميعاً من فئة المستهترين فمتطلبات الحياة كثيرة، والمعيشة باتت غالية، والراتب، كما قال سموه، لا يكفي لتلبيه الاحتياجات الأساسية للبيت، فكيف سيسدد الأقساط؟
سداد الديون من قبل لجنة شكلت بمرسوم من رئيس الدولة بالأمس، ولجنة أخرى أعلنت أخيراً لسداد ديون الشارقة، لا بد أن يرفع سقف المسؤولية لدى الأفراد الذين عليهم إدراك مغبة الوقوع في الديون، وهو ما يوجب على الرجال المزيد من التعقل والتأني في ما يتخذونه من قرارات بخصوص الاقتراض، وعلى النساء اللواتي، تقع عليهن مسؤولية إدارة مصروفات المنزل، أن يتصرفن بشكل لا يدفع في اتجاه الديون دفعاً.
وفي هذا الصدد قال الوالد الدكتور الشيخ سلطان بن محمد القاسمي: "الزوج يشارك بقراراته، والزوجة تشارك بالرأي السديد".
ربما يعتقد البعض أن سداد الديون جزء من مسؤولية الحكومات، لكن الحقيقة خلاف ذلك، فالحكومة مسؤولة عن توفير الحياة الكريمة للأسر، وتوفير الأساسيات لها وعندما تقدم الحكومة الدعم بعد هذه الأساسيات، فذلك لأنها حريصة على استقرارهم مادياً، لتحقيق استقرارهم نفسياً، وهو ما يفترض أن يرقى إلى تقديرنا جميعاً بكثير من المسؤولية، التي تجعل أسرنا هي الحصانة لهذه الدولة.
نقلا عن جريدة البيان